responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 465
من أورع الناس؛ لأن التذلل وظهور العبودية والانقياد للشارع في أداء الفرائض أظهر فسمي تأديتها عباد؛ لأن العبادة هي غاية التذلل والخضوع وأما الاجتناب فهو أنسب بالورع لأنه ترك والورع كف فالمناسبة كاملة هذا سر يلاحظ في اختلاف العبارات النبوية والقرآنية إلا فقد تقدم: اتق المحارم تكن أعبد الناس" على أن هناك أريد: اتق المحارم وأت بالفرائض ضرورة أنه لا يكون أعبد الناس إلا بذلك فإن من اجتنب المحارم ولم يأت بالفرائض لم يكن عابدًا فكيف يكون من أعبد الناس فعبر هناك بتلك العبارة للرمز إلى هذا وأما هنا فلما أفرد ذكر الأمر بالعبادة ناسبه تلك العبارة فتأمل (وارض بما قسمه الله لك تكن من أغنى الناس)، اقنع بما قسمه الله لك ولا تسخطه تصير بالرضا داخلاً في عداد أغنى الناس، فإن الغنى بالقناعة والرضا بالقسمة أروح من الغنى بالمال، ويأتي: أن الغنى ليس بكثرة العرض بل الغنى غنى النفس وقال:
ما كل ما فوق البسيطة كافيًا ... فإذا قنعت فبعض شيء كاف (1)
وقال:
وإن الغنى والفقر في مذهب الفتى ... لسيان بل أعفى من الثروة العدم
وما نلت مالاً قط إلا ومال بي ... ولا درهمًا إلا ودر بي الهم (2)
والمراد الفقر مع القناعة وهذا الحديث الشريف اشتمل على التوصية بما ينال به خير الدنيا والآخر؛ لأن بتأدية الفرائض واجتناب المحارم ينال خير الآخرة وبالرضا بالقسمة ينال خير الدنيا (عد عن ابن [3] مسعود) رمز المصنف

(1) البيت منسوب لأبي الفراس الحمداني.
(2) الأبيات منسوبة لأبي العلا المعري.
[3] أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 220) مرفوعاً، والبيهقي في الشعب (201) وابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 177) موقوفاً، وفي إسناده العلاء بن خالد الأسدي
وقد رماه يحيى القطان وابن معين وغيرهما بالكذب كما في الكامل لابن عدي (5/ 220)،=
اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست