{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [1] فوَحَّد الضمير وقال: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [2] فجمع.
و"الحمد": نقيض الذم وهو أعم من الشكر؛ لأن كل شكر حمد، وليس كل حمد شكرًا تقول: حمدت الرجل على إحسانه وشكرته عليه؛ وحمدته على جميل صفاته، ولا تقول: شكرته عليها.
واللام في "لله" لام الملك أي هو مستحق الحمد ومالكه، ومجيئها بلام التعريف المستغرقة لجنس الحمد: دليل على أنه خاص به دون غيره؛ وأن غيره ليس فيه نصيب كما تقول: المال لزيد أي: ليس لغيره فيه حق.
و"العالمون" جمع عالم وهو واقع في كل موجود على سوى الله تعالى وقيل: هو واقع على الملائكة والإنس والجن وقيل غير ذلك والأول أكثر.
وهذا الحديث إنما أخرجه الشافعي ليبيِّن أن من خالفه واستدل بحديث أنس؛ لا دلالة له فيه لما قدمنا ذكره مما حكيناه عن قوله؛ وما عضدناه به من قول الدارقطني والبيهقي وغير ذلك وأن المعتمد في حديث أنس هو ما رواه الشافعي عنه من طريقه، وغيره من الطريق التي لم يتعرض فيها إلى ذكر بسم الله الرحمن الرحيم، والله أعلم.
وقد أخرج الشافعي -في سنن حرملة: عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن الجريري، عن قيس بن عباية -وهو أبو نعامة- عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني [3] أبي وأنا اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال لي: مه إياك والحدث إني قد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر وعمر وعثمان؛ فكانوا [1] مريم [95]. [2] النمل: [87]. [3] زاد في الأصل بعد [سمعني]: (أن) وهي زيادة مقحمة لا وجه لإثباتها، والرواية في المعرفة (3143) بدونها.