الله الرحمن الرحيم؛ قبل فاتحة الكتاب وبعدها؛ وسمعت المعتمر يقول ما [آلو أن] [1] أقتدى بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس [بن مالك وقال] [1] أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول - صلى الله عليه وسلم - [2].
ورواة هذا الإسناد كلهم ثقات معمول بروايتهم.
وَلْنَعُدِ الآن إلى بيان معنى ألفاظ الحديث:-
أما قوله: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون".
فله معنيان:-
أحدهما: أنهم كانوا فيما مضى ثم رجعوا عنه، وهذه دلالة لفطة لا طائل [1] ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل، والاستدراك من المعرفة (2/ 383). [2] أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 308)، والحاكم في المستدرك (1/ 233 - 234) كلاهما عن عثمان بن خرزاد، عن محمد المتوكل بن أبي السري به.
قال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات، وكذا قال البيهقي في "المعرفة" عقب إخراجه.
قلت: لا يسلم هذا التوثيق.
محمد بن المتوكل في حفظه مقال، وهو كثير الغلط؛ فلا يحتج بما تفرد به.
وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليِّن الحديث.
وقال ابن عدي: كثير الغلط.
وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. وقال ابن وضاح: كان كثير الحفظ كثير الغلط انظر التهذيب (5/ 271).
وقال الذهبي في الميزان (4/ 24):
لمحمد هذا أحاديث تستنكر.
وقال أبو الطيب في تعليقه على سنن الدارقطني (1/ 309):
وهو معارض بما رواه ابن خزيمة، والطبراني في "معجمه"، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وأبو بكر وعمر. ثم قال -وقد اختلف عليه -أي: محمد بن المتوكل- فيه، فقيل: عنه كما تقدم، وقيل: عنه عن المعتمر، عن أبيه، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر، هكذا أخرجه الطبراني، وقيل: عنه بهذا الإسناد وفيه الجهر كما رواه الحاكم وقال: رجاله ثقات، وتوثيق الحاكم يعارض بما ثبت في الصحيح خلافه؛ لما عرف من تساهله.