والولد مخدج، وخدجت تخدج خداجًا فهي خادج، والولد خديج، وكِلَا المعنيين دائر على نقص مفسد: إما في تمام الأيام، أو في تمام الخلقة.
وقوله: "فهي خداج" أي وهي ذات خداج لأن الخداج مصدر، والمصدر لا يوصف به إلا بذي للمذكر؛ وذات للمؤنث تقول: مررت برجل ذي قيام، وامرأة ذات قيام.
والفاء في "فهي" لا حاجة إليها، وإن كان لوجودها أثر صالح وفائدة حسنة، لأن خبر المبتدأ لا يحتاج إلى فاء تقول: كل عبد لي حر، وعليه قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [1].
و {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [2].
فأما دخولها في هذا الموضع وأمثاله، فإنما يكون مع الإشمال [3] له يتضمن نوعًا من الشرط، ولها موضعان:
أحدهما: الأسماء الموصولة إذا كانت صلتها فعلًا وظرفًا كقوله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [4] وكقوله قوله {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [5].
وأما قوله {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [6] وأمثاله فإن الخبر عند سيبويه محذوف تقديره: وما يتلى عليكم السارق والسارقة. والمُبَرِّد يحمله على الباب.
والموضع الثاني: النكرات الموصوفة إذا كانت صفتها فعلًا وظرفًا كقولك: كل رجل يأتيني فله درهم، وكل رجل في الدار فله درهم، وهذا الحديث هو من النكرة الموصوفة بالفعل.
والفرق بين دخول الفاء وعدمها أن الدرهم مع الفاء يُسْتَحَقُّ بالإتيان ولا [1] آل عمران: [185]. [2] المدثر: [38]. [3] الشمل: هو الاجتماع. [4] البقرة: [274] [5] النحل: [53]. [6] المائدة: [38]