responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 772
المسألة الثانية:
فقد اختلف العلماء أيضاً في ذلك اختلافاً كثيرًا [1] واختلف علماؤنا كاختلافهم، والحق أحق أن يتبع، فلا شك في انتشار الحرمة به لأنه من جملة الغذاء الذي أنبت اللحم وأنشز العظم، والدليل على صحة ذلك أن التطبيب في جميع الأجزاء المهيئة للدواء يحصل من الواحد رطلًا ومن الآخر درهمًا يكون له [2] حظ في استجلاب الصحة حسًا، فكذلك ينشر اللبن المستهلك الحرمة حكمًا [3].
حديث .. رَوَتْ جدامة بنت [4] وهب الأسدية حديث الغيلة. نقلت من خط أبي زكريا محمَّد بن العباس بن حيوية [5] اللغوي ببغداد، وقرأته بعد ذلك على أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار [6]. قلت: أخبرك أبو إسحاق إبراهيم [7] بن عمر الحنبلي الفقيه

[1] قال ابن رشد: اختلفوا في ذلك فقال ابن القاسم: إذا استهلك اللبن في ماء أو غيره ثم سقيه الطفل لم تقع الحرمة، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه. وقال الشافعي وابن حبيب ومطرف وابن الماجشون، من أصحاب مالك: تقع به الحرمة بمنزلة ما لو انفرد اللبن أو كان مختلطًا لم تذهب عينه. بداية المجتهد 2/ 38. وانظر الأشراف ص 116، وتكملة المجموع 18/ 221، فقد قال: حُكِيَ عَنِ المزْنِيِّ أَنَّه قَالَ: إنْ كَانَ اللَّبَنُ غَالِبًا حَرُمَ وَإنْ كَانَ مَغْلُوبًا لَمْ يَحْرُمْ. وانظر فتح القدير لابن الهمام 3/ 12، الإفصاح 2/ 179 - 180.
[2] في (ك) و (م) لكل.
[3] ما رجحه الشارح هو مذهب مطرف وابن الماجشون .. كما نقل الباجي، فقد قال: روى ابن حبيب عن مطرف وابن الماجشون: يحرم إذا كان الطعام أو الشراب الغالب .. وروى القاضي أبو محمَّد هذه الرواية فقال: يحرم وإن كان اللبن مستهلكًا .. المنتقى 4/ 153.
[4] جدامة بنت وهب الأسدية الخزيمية هبرت مع قومها .. روت عن عائشة ولها حديث صحيح في الموطأ، لقد هممت أن أنهي عن الغيلة. تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، الإصابة 4/ 259.
[5] هو محمَّد بن العباس بن زكريا، المعروف بابن حيوبة، سمع من أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن محمَّد بن صاعد وغيرهم، قال الخطيب: حدثنا عنه أبو بكر اليرقاني ومحمد بن أبي الفوارس والحسن بن محمَّد الخلّال والأزهري .. ولد سنة 295 ومات سنة 382. تاريخ بغداد 3/ 121، والأنساب 4/ 335.
[6] تقدم.
[7] إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسحاق، المعروف بالبرمكي، قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقًا دينًا فقيهًا على مذهب أحمد بن حنبل. ولد سنة 329 - 445. تاريخ بغداد 6/ 139، الإنساب للسمعاني 2/ 180 - 181، نفخ الطيب 2/ 561، طبقات الحنابلة 2/ 190.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 772
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست