responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 557
وثبت عن أنس وغيره أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَبَّيْكَ بِحِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [1] مَعاً" وثبت أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لما نزل العقيق جاءه جبريل فقال له: صَلِّ في هذَا الْوَادي الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً في حِجَّةٍ [2]، إلى أحاديث سواها مختلفة كاختلافها، فإن قيل وهو سؤال وجهته الملحدة واعترض به الطاعنون على الشريعة قالوا: كيف تثقون بالرواية وهذا رسول الله في حجة واحدة قد اجتمع أصحابه حوله وأحدقوا إِليه وتشوَّفوا نحوه يقتدون به ويعملون بعمله لم تنتظم روايتهم ولا انضبط بقولهم ما كان النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عليه فهذا حالهم فيما قصدوا إليه بالتحصيل فكيف يكون فيما جاء عرضاً [3]. واختلف في ذلك جواب العلماء على أربعة أقوال. فكان أول من تكلم عليه (ش) في كتاب مختلف الحديث له، وهو كتاب حسن، فتح فيه الطريقة وكشف الحقيقة [4]، ثم تعرَّض له بعد ذلك جماعة. فأما ابن قتيبة [5] فهوى على أم رأسه لأنه لبس ما لم يكن من بزّه [6]. وأما الطحاوي فتكلم عليه في ألف وخمسمائة ورقة قرأناها بالثغر [7] المحروس فأجاد فيما تعلَّق بالفقه الذي كان بابه وكان منه تقصير في غيره [8]. وأما التحقيق فيها فلا يوصل إليه إلا بضبط القوانين وتمهيد

= التمتع 2/ 901، وأبو داود 2/ 397، والنسائي 5/ 151 - 152، والبغوي في شرح السنة 7/ 66 كلهم من حديث ابن عمر.
[1] متفق عليه. البخاري في عدة مواضع منها في الحج باب رفع الصوت بالإهلاك 2/ 170، وفي الجهاد باب الخروج بعد الظهر 4/ 59، وفي الإرداف في الغزو والحج 4/ 67، ومسلم في الحج باب في الإفراد والقران بالحج والعمرة 2/ 905.
[2] البخاري في الحج باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ 2/ 167، والبغوي في شرح السنة 7/ 73 وأحمد انظر الفتح الرباني 11/ 151، كلهم من حديث عمر، رضي الله عنه.
[3] هذا القول نقله البغوي ولم يعزه لأحد، وقد قال ما نصه: طعن جماعة من أهل الجهل، ونفر من الملحدين، في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأطالوا لسان الجهل في أهل الرواية .. شرح السنة 7/ 87. وانظر كلام ابن حبان في تهذيب السنن 2/ 326 على هذه المسألة فقد نقله ابن القيم رحمه وأقره، وابن حبّان نقل اعتراض الملحدة وأجاب عنه بالجمع بين الأحاديث وأنه لا تضاد بينها.
[4] سيأتي كلامه.
[5] انظر مختلف الحديث لابن قتيبة ص 337.
[6] البزّ: الثياب أو متاع البيت من الثياب ونحوها. مختار القاموس ص50. وانظر ترتيب القاموس 1/ 265.
[7] الثغر: هو الموضع الذي يكون حداً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد. النهاية.
قلت: والشارح يقصد بالثغور هنا ثغور الشام لأنه عاش فيها فترة وقرأ على علمائها.
[8] يقصد الشارح بذلك كتابه مشكل الأثار وهو مطبوع ومتداول بين طلاب العلم.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست