responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 411
باب الدعاء
(الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ) [1] ولا أحد أحب إليه السؤال من الله تعالى، وقد اختلفت شيوخ الصوفية في الدعاء أفضل أم الذكر المجرد [2]. فمنهم من قال: الذكر المجرد أفضل لقوله تعالى: (مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْألَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيي السَّائِلِينَ) [3] وقد قيل في كريم المخلوقين:
إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرُّضه الثناء (4)
فكيف برب العالمين. قالوا لأن في الدعاء تحكماً بأن يقِول أفعل .. لي وهو الفاعل لما يشاء، وهذا كله معلوم، إلا أنه قد قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [5]. الآية، وقال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [6]، وقال ربنا (هَلْ مُنْ دَاعٍ

[1] رواه الترمذي 5/ 456 وقال حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، والحديث من رواية انس.
أقول: الحديث ضعيف, لأن فيه الوليد بن مسلم، قال عنه الحافظ ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية من التاسعة، مات آخر سنة 194 أو أول 195/ع. ت 2/ 336 وانظر ت ت 11/ 151 كما أن فيه ابن لهيعة عنعنه وهو مدلس، وقد تقدمت ترجمته ص 408.
والحديث أورده الشيخ ناصر في ضعيف الجامع الصغير 3/ 158 وضعفه وهو كما قال.
[2] في (م) أيهما أفضل الدعاء أم الذكر المجرد.
[3] رواه الترمذي وقال حسن غريب، سنن الترمذي 5/ 184 وفي شرح المباركفوري 8/ 244 حسن صحيح غريب والظاهر أنه غير صواب لما يأتي. ورواه الدارمي 2/ 441 كلاهما عن أبي سعيد الخدري.
أقول: الحديث فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمْداني بالسكون، أبو الحسن الكوفي، نزيل واسط ضعيف من التاسعة. ت 2/ 154 وانظر ت ت 9/ 120 وقال الذهبي في الميزان 3/ 514 بعد نقل ترجمته: ونقل هذا الحديث من روايته، حسّنه الترمذي ولم يحسن. وفيه أيضاً عطية بن سعد بن جُنادة، بضم الجيم بعدها نون خفيفة، العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن، صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً من الثالثة. مات سنة 111/ بخ د ت ق ت 2/ 24. وانظر ت ت 7/ 224، والمجروحين 2/ 176.
درجة الحديث: ضعيف.
(4) البيت لأمية بن أبي الصلت، انظر ديوانه ص 334 وذكره ابن عبد البر في التمهيد 6/ 45.
[5] سورة البقرة آية 186.
[6] سورة غافر آية 60.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست