responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 412
فَأسْتَجِيبُ لَهُ) [1]، وإن الباري تعالى يحب السؤال ويعطي عليه جزيل الثواب ومن الغريب فيَ ذلك أن الدعاء المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الذكر المأثور.
قوله: (مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْألَتي) معناه أن العبد ليس في كل حالة يدعو تارة وتارة يذكر، وإذا دعاه استجاب له، وإذا ذكره أعطاه أفضل مما سأله؛ فهو الكريم في الحالين. وقولهم: إن في الدعاء تحكماً؛ فإنما كان يكون ذلك لو كان أمراً وإنما هو طلب وتضرّع وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، منبهاً على هذه الدقيقة (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ الْلَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، الْلَّهُمَّ ارْحَمْني إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْألَةَ [2]) [3]. ومن آداب الداعي أن لا يستبطىء الإجابة ففي الخبر الصحيح (إنَّ الدَّاعِي بَيْنَ ثَلَاثٍ إمَّا أنْ يُعْطَى مَا سَألَ، وَإِمَّا أنْ يُعْطَى خَيْراً مِنْهُ، وَإِمَّا أنْ يُدَّخَرَ لَهْ في الآخِرَةِ) [4]، وفي الأحاديث المنثورة أن الباري تعالى يؤخر إجابة المؤمن حباً في ذكره، ويعجل إجابة الكافر بغضاً في قوله [5].

[1] متفق عليه. البخاري في كتاب للتوحيد باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} 9/ 115، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في الذكر والدعاء آخر الليل 1/ 522، والموطّأ 1/ 214، وأحمد 2/ 504 كلهم عن أبي هُرَيْرة.
[2] متفق عليه. البخاري في كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له 8/ 92، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب ليعزم بالدعاء ولا يقل إن شئتَ 4/ 2063، ومالك في الموطأ 1/ 213، وأبو داود 2/ 77 كلهم عن أبي هُرَيْرَة.
[3] في (م) زيادة: فلا مكره له.
[4] الموطّأ 1/ 217 (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أنَّهُ كَانَ يَقُول: مَا مِنْ دَاع يَدْعُو إلَّا كَانَ لَه إحْدَى ثَلَاثٍ ..) وقال ابن عبد البر في التقصِّي ص 53 - 54: هذا الحديث محفوظ عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من حديث أبي سعيد الخدري، وقد ذكرناه في كتاب التمهيد لأن مثله يستحيل أن يكون رأياً واجتهاداً وإنما هو توقيف, لأن مثله لا يقال بالرأي. وقال القرطبي خرّجه أبو عمر بن عبد البر وصحّحه أبو محمد عبد الحق. تفسير القرطبي 2/ 310.
درجة الحديث: صحّحه الشارح وأبو محمد عبد الحق وابن عبد البر.
[5] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 151 عن جابر بن عبد الله عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: (إنَّ الْعَبْدَ يَدْعُو الله وَهُوَ يُحِبُّهُ فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيل اقْضِ لِعَبْدِي هذَا حَاجَتَهُ وَأَخِّرْهَا فَإنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ، وَإنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو الله وَهُوَ يُبغِضهُ فَيَقولُ الله عَز وَجَل: يَا جِبْرِيل اقْضِ لِعَبْدِي حَاجَتَة وَعَجِّلْهَا فَإنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
أقول: ما قاله الهيثمي في إسحاق بن عبد الله قاله الحافظ، قال: متروك من الرابعة. مات سنة 144/ د ت ق. ت 1/ 59، وانظر ت ت 1/ 240، والميزان 1/ 193، والمجروحين 1/ 131.
درجة الحديث: ضعيف.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست