اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 329
وَفِي السَّفر رَكعَتَيْنِ وَفِي الْخَوْفِ رَكعَةً) [1].
قال علماؤنا، رحمه الله عليهم: هذا الحديث مردود بالإجماع.
جواب آخر: إن هذا لم يخبر به ابن عباس عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وإنما أخبر به عن الله، عز وجل، والدين فيحتمل أن يكون أخذه من كلام القرآن لأنه قال: {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ} [2] فخاطب المسافرين الذين صلاتهم ركعتان بالقصر لعلة الخوف فلا بد أن تكون واحدة، وإذا ظهر له ذلك كما ظهر ليعلى، وسأل كما سأل لوجد العلم ([3]) " فَإِنَّمَا شِفَاءُ العَيِّ السُّؤَالُ" [4]. [1] مسلم كتاب المسافرين باب صلاة المسافرين 1/ 479، وأبو داود 2/ 17، وأبو عوانة 2/ 335، وأحمد في المسند. انظر الفتح الرباني 5/ 92 - 93، والبغوي في شرح السنة 4/ 165. [2] النساء آية 101. [3] قال النووي: هذا الحديث قد عمل بظاهره طائفة من السلف منهم الحسن والضحاك وإسحاق أن راهويه وقال الشافعي ومالك والجمهور: أن صلاة الخوف كصلاة الأمن في عدد الركعات، فإن كانت في الحضر وجب أربع ركعات، وإن كانت في السفر وجب ركعتان ولا يجوز الاقتصار على ركعة واحدة بحال من الأحوال وتأولوا حديث ابن عباس هذا على أن المراد ركعة مع الإمام وركعة أخرى يأتي بها منفردًا .. وهذا التأويل لا بد منه للجمع بين الأدلة. شرح النووي على مسلم 5/ 197. [4] رواه أبو داود 1/ 93 من طريق الزبير بن خيريق عن عطاء عن جابر والزبير هذا لين الحديث كما قال الحافظ في ت 1/ 258 وقال في ت ت 3/ 314 - 315، ذكره ابن حبان في الثقات. روى له أبو داود حديثًا واحدًا في التيمم. قال ابن السكن: لم يسند غيره وغير حديث آخر، قال الحافظ: قلت قال أبو داود عقب حديثه في كتاب السنن ليس بالقوي، وكذا قال الدارقطني، ورواه من نفس الطريق البغوي في شرح السنة 2/ 120 كلاهما عن جابر، ورواه ابن ماجه 1/ 189 من طريق الأوزاعي عن عطاء، وكذلك الحاكم في المستدرك 1/ 178 وقال: وقد رواه الهقل بن زياد وهو من أثبت أصحاب الأوزاعي، ولم يذكر سماع الأوزاعي من عطاء. ورواه أحمد من نفس الطريق. انظر الفتح الرباني 2/ 191. أما ابن ماجه والحاكم فروَوْا حديث ابن عباس مختصرًا.
ونقل الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي عن البوصيرى قوله في الزوائد: إسناده منقطع، انظر تعليقه على ابن ماجه 1/ 189، وقال الحافظ صحح حديث جابر ابن السكن، وقال ابن أبي داود تفرد به الزبير بن خريق، وكذا قال الدارقطني قال وليس بالقوى وخالفه الأوزاعي قال: بلغني عن عطاء عن ابن عباس .. وقال الدارقطني اختلف فيه على الأوزاعي أرسل آخره عن عطاء. قلت: هي رواية ابن ماجه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم لم يسمعه الأوزاعي من عطاء إنما سمعه من إسماعيل بن مسلم عن عطاء بيَّن ذلك ابن أبي العشرين في روايته على الأوزاعي. ونقل ابن السكن عن ابن أبي داود أن حديث الزبير بن خريق أصحّ من حديث الأوزاعي. التلخيص 1/ 156 - 157.
درجة الحديث: ضعّف الشيخ ناصر حديث جابر وحسَّن القسم الأول من حديث ابن عباس. مشكاة المصابيح 1/ 166.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 329