اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 328
أحدهما: حديث عائشة رضي الله عنها، (فُرِضَتْ الصَّلاَةُ رَكْعَتَيْن رَكْعَتَيْنِ فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ وَزِيدَ في صَلاَةِ الْحَضَرِ) [1].
الثاني: حديث يعلى [2] بن أمية قال لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إنا نجد صلاة الحضر في القرآن وصلاة الخوف ولا نجد صلاة السفر؟ قال له عمر: سألت رسول الله كما سألتني فقال: "هِيَ صَدَقَة تَصَدَّقَ الله بِهَا عَلَى عِبَادهِ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ" [3].
التفسير: إن ظاهر القرآن يعطىِ أن القِصْر مشروط بالخوف والسفر [4] فبيَّن عمر بن الخطاب عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أن الْقَصْرَ مع الأمن في السفر صدقة من الله تعالى ثبتت بفعل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حين كان يقصر الصلاة وهو مسافر خائفًا وآمنًا. إلى هذا المعنى أشار عبد الله بن عمر في جواب الأسدي [5] حين قال له: (إِنَّ الله بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَاهُ يَفْعَلُ) [6] الحديث. إلا أن الإشكال الأكبر ما روى مسلم عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال. (فَرَضَ الله الصلاة عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ في الْحَضَرِ أرْبَعًا [1] متفق عليه. أخرجه البخاري في الصلاة باب كيف فرضت الصلاة 1/ 67، ومسلم في صلاة المسافرين باب صلاة المسافرين وقصرها 1/ 478، ومالك في الموطأ 1/ 146. [2] يعلى بن أمية، أبو صفوان، التميمي الحنظلي، وقيل أبو خالد، صحابي مشهور كبير حليف لبني عبد مناف.
تجريد أسماء الصحابة للذهبي 2/ 144، وانظر الإصابة 3/ 668. [3] مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب صلاة المسافرين 1/ 478، وأبو داود 2/ 7 والترمذي 5/ 243، وقال حسن صحيح، وابن ماجه 1/ 339، وأحمد. انظر الفتح الرباني 5/ 94، وابن خزيمة 2/ 71، والبغوي في شرح السنة 4/ 168. [4] يعني بذلك قوله تعالى {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، النساء آية 101. [5] هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، بفتح الهمزة، بن أبي العيص، بكسر المهملة، المكي، أخو خالد، ثقة من الثالثة. ت 1/ 83، وانظر ت ت 1/ 371 - 372. [6] رواه مالك في الموطأ 1/ 145 - 146 وقال ابن عبد البر في التقصي معلقًا على هذه الرواية هكذا يروي مالك هذا الحديث عن ابن شهاب عن رجل من آل خالد ابن أسيد، وسائر أصحاب ابن شهاب يروونه عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن ابن عمر وهذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث. التقصي ص 150، ورواه النسائي 3/ 117، وابن ماجه 1/ 339، وأحمد، انظر الفتح الرباني 5/ 95، من طريق مالك ورواه ابن خزيمة 2/ 72، ورواية النسائي وابن ماجه وابن خزيمة موصولة من طريق الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر: إنا نجد صلاة الحضر ..
درجة الحديث: صحيح.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 328