responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 200
رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} [1] ويحتمل أن يشير بطول أعناقهم إلى سلامتهم من الغرق في العرق، وروى إعناقاً، بكسر الهمزة من العنق والعنق بفتح الفاء [2] والعين، ضرب من السير؛ تأويله أنهم يأتون يوم القيامة مسرعين غير متثاقلين بربهم واثقين، وأما الصف الأول فليس فيه أثر صحيح يعول عليه حاشى قوله: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا" [3]، وقوله (لِيَلِيني مِنْكُمُ أولُو الأحْلَامِ وَالنَّهْي) [4] وهي أربع مراتب:
الأول: سبق إلى المسجد ودخل إلى الصف الأول وهو أفضلها.
ثانيها: تأخر إقباله وصلى في الصف الأخير [5].
رابعها: تأخر عن إجابة الداعي، فلما جاء المسجد حصل في الصف الأول قال العلماء: هما سواء، وعندي أن الرابع أفضل من الثالث وفي ذلك تطويل لا يحتمله هذا القبس، وقد أطلنا في غير موضع فيه النفس. وأما قوله: (لَاسْتَهَمُّوا عَلَيْهِ) فيتصور الاستهام في الصف الأول عند ضيقه وإقبال الرجال إليه في حالة واحدة، فإن كان أحدهما أفضل فالموضع له، وإن تساوت حالهما أو تشاحا أقرع بينهما. وأما تصور الاستهام في الأذان فمشكل، وقد اختصم قوم بالقادسية [6] في الأذان فأقرع بينهم سعد، وهذا إنما يكون بشرطين أحدهما: أن يتساويا في الأمانة. قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -:"الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مؤْتَمَنٌ" [7].

= سهل بن سعد، وفي كتاب فضائل الصحابة باب فضل علي ابن أبي طالب 5/ 24، ومسلم في كتاب الفضائل باب فضل علي بن أبي طالب 4/ 1871، وأحمد 5/ 333 كلهم عن سهل بن سعد.
[1] سورة إبراهيم آية 43.
[2] كذا في جميع النسخ ولعلها بفتح النون والمعين. قال ابن الأثير. وروي أطول إعناقاً، بكسر الهمزة، وأعجل إلى الجنة. يقال أعنق إعناقاً فهو معنق والاسم العنق بالتحريك. النهاية: 3/ 310، قال القاضي عياض: رواه بعضهم إعناقاً بكسر الهمزة أي إسراعاً إلى الجنة.
شرح النووي على مسلم 4/ 92.
[3] مسلم في كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها 1/ 326، والترمذي 1/ 435، والنسائي 2/ 93، وابن ماجه 1/ 319 كلهم عن أبي هريرة.
[4] رواه مسلم في باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الصف الأول عن عبد الله بن مسعود 1/ 323.
[5] في (ك) و (م) زيادة: فذلك شرها ثالثها سبق إلى النداء لكنه صلّى في الصف الآخر.
[6] القادسية موضع بفارس. قال ياقوت الحموي: سُميت القادسية بقادس هرات، وقال قال المدائني كانت القادسية تسمى قديساً .. وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب في سنة 16من الهجرة وقد انتصر فيها المسلمون. معجم البلدان 4/ 291.
[7] أبو داود في سننه 1/ 356 من رواية أبي هُرَيُرَة والترمذي 1/ 402، وقال: وفي الباب عن عائشة وسهل بن =
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست