responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 153
بكم لاحقون) [1] على الإيمان ويعود ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وإلى أصحابه معاً [2] إذ قد علمنا فيه - صلى الله عليه وسلم - خاصة قطعاً موته على الإيمان وحسن الخاتمة، وقوله. وددت أني رأيت إخواننا، تمنى - صلى الله عليه وسلم - ما لا يكون، والتمنّي تعلُّق الإرادة بما في المستقبل والآسف تعلق الإرادة بالماضي، والتمني لا يجوز إلا في أمور الدين، وقد بيَّنَّا ذلك في شرح كتاب التمنّي واستوفيناه، وفي تشريف الأمة بتمنّي النبيِّ, - صلى الله عليه وسلم -، أن يراها فنحن أولى أن نكون لرؤيته أشد تمنّياً وأكثر تطلّعاً وقوله إخواننا بيان لقوله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [3] قالت له الصحابة: ألسنا أخوانك؟ قال لهم: بل أنتم أصحابي، فأعطاهم اسماً هو أخص من الأخوة وأشرف منه. والأسماء ثلاثة: صحابي [4] وتابعي [5] ومؤمن [6]، ولكل اسم مرتبته شرحناها في كتاب الدقائق عند ذكرنا رتب الخلق.
وقوله: "وَأَنَا فَرَطُهُمُ [7] على الحَوْضِ" يريد عند حوضه ينتظر أمته قالت له

[1] قال الصنعاني: التقييد بالمشيئة للتبرك وامتثالاً لقوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وقيل المشيئة عائدة إلى تلك التربة بعينها. سبل السلام: 2/ 118، وانظر نيل الأوطار: 4/ 127.
[2] في "م" جميعاً.
[3] سورة الحجرات آية 10.
[4] تعريف الصحابي من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم -، مؤمناً به، ومات على الإِسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسه أو قصُرت، ومن روى عنه، أو لم يروِ، ومن غزا معه، أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى، الإصابة: 1/ 7، مقدمة ابن الصلاح: 262، تدريب الراوي 1/ 394، شرح نخبة الفكر لعلي القارئ: 176، معرفة علوم الحديث للحاكم: 22، الكفاية: 49.
[5] قال ابن الصلاح قال الخطيب: التابعي من صحب الصحابي وقال: بعد نقل عبارة الخطيب قلت: ومطلقه مخصوص بالتابعي بإحسان، وكلام الحاكم أبي عبد الله وغيره يشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه وإن لم توجد الصحبة العرفية والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه إلى الصحابي نظراً إلى مقتضى اللفظين فيهما. مقدمة ابن الصلاح: 271، تدريب الراوي: 1/ 416، شرح نخبة الفكر لعلي القارئ: 184، معرفة علوم الحديث: 41.
[6] المؤمن هو من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمن بالقدر خيره وشره، كما جاء في حديث جبريل من رواية عمر بن الخطاب عند مسلم. في كتاب الإيمان: 1/ 37.
[7] قال الباجي: يريد أنه يتقدمهم إليه ويجدونه عنده يقال: فرطت القوم إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء وتهيىء لهم الماء والرشاء وافترط فلان أنباله، أي تقدمه المنتقى: 1/ 70.
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست