اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 1158
بحلحول [1] قبر يونس وكان من نينوى ومات بحلحول ودُفن هنالك بالطريق وإلى جانبه قبر داخل على نحو من فرسخ على الطريق أيضًا، وكان بسبسطية [2] على نحو الخمسين ميلًا، من المسجد الأقصى في الغرب المنحرف إلى الجوف على نحوٍ من فرسخين من نابلس، (مخرق اعراق [3] الثرى) صلوات الله عليه قبر يحيى بن زكريا، ووقفت على قبر إسماعيل بالحجر تحت الصخرة السوداء، وهو دليل على جواز الدفن [4] في المساجد ما لم يكن للقبر شخص يمنع الصلاة ويفسد الصفوف.
فهذه جملة من أنواع السفر ولم يتعرض مالك رضي الله عنه إلا لآدابه وآدابه كثيرة قد ذكرها العُلماء فلا نطوّل بها فمنها ما ذكره مالك رضي الله عنه من القول عند الشروع فيه وقبله ما كان ينبغي أن يبين الاستخارة عليه، فإنه من أهم الأمور التي تقدم فيها الاستخارة لما فيه من الغرر والمشقة.
وذكر مالك رضي الله عنه حديثًا بلغه وهو صحيح ثابت: (اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال ...) [5] وذكر فيه اسمين غريبين لله، أحدهما الصاحب "والآخر الخليفة وقد استوفينا بيانهما في الأمد الأقصى والصاحب" [6] يرجعُ إلى العالم وإلى الحافظ بمعنى وإلى اللطيف بآخر، وبالجملة فإن من كان الله معه فلا يعدم فائدة ولا تطرقت إليه آفة، والصاحب اسمٌ شريف وخطةٌ رفيعة سمى الله تعالى بها نفسهُ على لسانِ نبيهِ، وسمى بها رسوله فقال: {ما ضل صاحبكم وما غوى} [7] الآية والخليفةُ يرجع معناهُ إلى معنى الوكيل، وقد بيناهُ، ويرجعُ إلى الآخر وإلى الباقي من أقسام
= فاجعلها مسجدًا للمسلمين ولا تهدم الكنيسة فعفا له عن الكنيسة وصلى في الحنية واتخذها مسجدًا ويقال إن بها قبر داود عليه السلام، معجم البلدان 1/ 521. [1] في قرية بين بيت المقدس وقبر إبراهيم الخليل وبها قبر يونس بن متى. معجم البلدان 2/ 290. [2] سبسطية بلدة من نواحي فلسطين بينها وبين بيت المقدس يومان ولها قبر زكريا ويحيى بن زكريا عليهما السلام وهي من أعمال نابلس معجم البلدان 3/ 184. [3] في حروم مخرق أعراق الثرى والعبارة لم أفهمها. [4] أما قوله رحمه الله بالجواز فإننا نرى خلافه لعموم النهي عن اتخاذ القبور مساجد ولعن فاعل ذلك الفعل ولأنه وسيلة إلى الشرك قال الحافظ ويقول بالمنع مطلقًا من يرى سدّ الذريعة وهو هنا متجه: قوى: الفتح 3/ 208. [5] مالك إنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر يقول: (باسم الله اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم ازوِ لنا الأرض مهادا وهون علينا السفر، اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر ومن كآبة المنقلب ومن سوء المنظر في المال والأهل) الموطأ 2/ 977، وقد رواه مسلم موصولًا من طريق ابن عمر (1342) في الحج باب ما يقول إذا ركب في سفر الحج وغيره. [6] ما بين المعكوفتين زيادة من ج وك. [7] سورة النجم آية (2).
اسم الکتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 1158