اسم الکتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري المؤلف : الكرماني، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 48
لَهُ وَأَنْصِتْ: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ، قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ كَمَا قَرَأَهُ - حَدَّثنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعني قراءتك لا تكون مع قراءته بل تابعة لها متأخرة عنها فتكون أنت في حال قراءته ساكتا والفرق بين السماع والاستماع أنه لا بد في باب الافتعال من التصرف والسعي في ذلك الفعل ولهذا ورد في القرآن ((لها ماكسبت وعليها مااكتسبت)) بلفظ الاكتساب في لفظ الشر لأنه لا بد فيه من السعي بخلاف الخير فالمستمع هو المصغي القاصد للسماع وقال الفقهاء تسن سجدة التلاوة للمستمع لا للسامع قوله: (وأنصت) همزته همزة قطع قال الله تعالى ((فاستعمعوا له وأنصتوا)) وفيه لغتان إنصت بكسر الهمزة وتصنت وانصت ومعنى الكل اسكت. قوله: ((ثم إن علينا أن تقرأه)) أي مرة بعد أخرى وقيل المراد ثم إن علينا بيان مجملاته وشرح مشكلاته واستدل الأصوليون به على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب كما هو مذهب أهل السنة وذلك لأن ثم تدل على التراخي قوله: (كما قرأه) أي جبريل عليه السلام ثم أقرأه ومناسبة هذا لما ترجم عليه الباب ظاهرة لأنه بيان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الوحي أو عند ظهور الوحي قال الزمخشري في الكشاف لا تحرك به أي بالقرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقن الوحي نازع جبريل القراءة ولم يصبر إلى أن يتمها مسارعة إلى الحفظ وخوفا من أن يتفلت منه فأمر بأن ينصت له ملقيا إليه بقلبه وسمعه حتى يقضي إليه وحيه والمعنى لا تحرك لسانك بقراءة الوحي مادام جبريل يقرأه لتأخذه على عجلة ثم علل النهي عن العجلة بقوله: (إنا علينا جمعه)) في صدرك واثبات قراءته في لسانك (فإذا قرأناه) جعل قراءة جبريل قراءته والقرآن القراءة (فاتبع قرآنه) فكن مقتفيا له وطمئن نفسك انه لا يبقى غير محفوظ فنحن في ضمان لحفظه (ثم إن علينا بيانه) إذا أشكل عليك شيء من معانيه كأنه كان يعجل في الحفظ والسؤال عن المعنى معا كما ترى بعض الحراص على العلم ونحو ((ولاتعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه)) قال البخاري رضي الله عنه (حدثنا عبدان) هو بفتح العين المهملة بالموحدة الساكنة والدال
اسم الکتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري المؤلف : الكرماني، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 48