responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 525
الفصل الثاني
73 - عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل، فقال: إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به. قال: ((الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة)). رواه أبو داود. [73]
74 - وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة: فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق. وأما لمة الملك فإيعاد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حرش الصياد الصيد إذا خدعه، أي يخدعهم ويغري بعضهم على بعض. أقول: لما ذكر العبادة سماهم المصلين تعظيما لهم، وحيث ذكر الفتنة أخرجه مخرج التحريش – وهو الإغراء بين الكلاب – توهينا وتحقيرا لهم.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((بالشيء)) ((شف)): الشيء في قوة النكرة معنى – وإن كان معرفة لفظا – ويكون قوله: ((لأن أكون حممة) مبتدأ و ((أحب)) خبره، والجملة صفة له، أي شيء كوني حممة أحب إلي من التكلم به – انتهى كلامه. ونظيره قول الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمة، قلت: لا يعنيني
((الحمم)) الفحم والرماد، وكل ما احترق بالنار، والواحد حمة.
وقوله: ((رد أمره)) الضمير فيه يحتمل أن يكون للشيطان – وإن لم يجر له ذكر – لدلالة السياق عليه، والأمر يحتمل أن يكون واحد الأوامر؛ لقوله تعالى: {ولآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ} يعني: كان الشيطان يأمر الناس بالكفر قبل هذا، وعبادة الأوثان، وأما الآن فلا سبيل له إليهم سوى الوسوسة. ويجوز أن يكون بمعنى الشأن، ويحتمل أن يكون للرجل، والأمر بمعنى الشأن لا غير، أي رد شأن هذا الرجل من الكفر إلى الوسوسة التي سبقت من نحو قوله: ((من خلق الله)) ونحو معرفة كيفية الله تعالى من التشبيه والتجسيم والتعطيل.
الحديث الثاني عن ابن مسعود رضي الله عنه: قوله: ((لمة)) ((تو)): اللمة من الإلمام وهي كالخطرة والزورة، ومعناه: النزول به والقرب منه أي يقرب من الإنسان لهذيه السبيلين. وقيل:

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست