ولما لم يصح على شرط البخاري حديث في وجوب العمرة وإنما اكتفى بالترجمة، وهذه عادته - رحمه الله -؛ أنه إذا لم يصح الحديث على شرطه إما أن يذكر اختياره في الترجمة، أو يسند إلى بعض الصحابة والتابعين اختياره هذا، ومن درس البخاري علم هذا.
فائدة:
إن الحديث بهذا اللفظ غير محفوظ، فإن هذا اللفظ جاء من طريق محمد بن فضيل عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
وهذا الإسناد ظاهره الصحة، ولكن ذِكْر الحديث بلفظ الأمر تفرد به محمد بن فضيل، فقد روى الحديث عن حبيب بن أبي عمرة بلفظ الخبر والفضيلة، وليس بلفظ الأمر، جماعة من الرواة منهم:
1 - عبد الواحد بن زياد [1].
2 - خالد بن عبد الله الطحان [2].
3 - سفيان الثوري [3].
4 - جرير بن عبد الحميد [4].
5 - يزيد بن عطاء اليشكري [5].
هؤلاء يروونه بلفظ البخاري، فالصحيح أن هذا اللفظ - لفظ الأمر - غير محفوظ فلم يتم الاستدلال به على وجوب العمرة.
هذا أحد الأدلة التي استدل بها من قال إن العمرة واجبة. [1] انظر «صحيح البخاري» (1861)، وأحمد (6/ 79). [2] انظر «صحيح البخاري» (1520). [3] انظر «صحيح البخاري» (2876). [4] انظر «سنن النسائي» (5/ 114). [5] وهو لين الحديث، انظر «مسند أحمد» (6/ 71).