اسم الکتاب : شرح مسند الشافعي المؤلف : الرافعي، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 508
الشرح
الحديث من رواية محمَّد الباقر مرسل في الكتاب ورأيت وصله في "الأم" [1] فقال: حدثني جعفر عن أبيه عن جابر قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب". والله أعلم.
روى مسلم في ""صحيحه" [2] عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة قائمًا، فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها؛ حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلًا، فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا}.
ورواه زائدة بن قدامة ومحمد بن فضيل، عن حصين عن سالم، عن جابر قال: "بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة إذ أقبلت عير ... " وكذلك رواه البخاري [3] وجمع بينهما يحمل الصلاة في الرواية الثانية على الخطبة التي هي من مقدماتها أو قائمة مقام بعضها، وقد اتفق المفسرون على أن ذلك كان في الخطبة.
ثم رواية "الصحيحين" "أنه جاءت عير من الشام" والمذكور في حديث الكتاب قدوم بني سليم، فربما أقبلوا من طرف الشام، وربما أقبلت معهم عير، وفي بعض الروايات أنهم استقبلوا العير بالدفوف، وقد يفهم ذلك أنه المراد باللهو في قوله تعالى: {أَوْ لَهْوًا} [4] والأقرب خلافه، ويدل عليه قوله في حديث الكتاب: "وكان لهم" إلى قوله: "بالكبر" والكبر: الطبل والجمع أكبار، والمعنى أنه كان يغلب فيما
(1) "الأم" (1/ 199).
(2) "صحيح مسلم" (863/ 36). [3] ومن روايته أخرجه البخاري (936). [4] الجمعة: 11.
اسم الکتاب : شرح مسند الشافعي المؤلف : الرافعي، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 508