فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن - الغمري، نبيل

اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 564

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= العمل الذي قد اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه، وقال الإِمام النووي في شرح مسلم: ليس للمفتي ولا للقاضي أن يعترض على من خالفه إذا لم يخالف نصًّا أو إجماعًا أو قياسًا جليًّا. ومن المحزن والمؤسف أيضًا أن نرى بعض علماء زماننا لا يتصفون بالأمانة العلمية في النقل، غير منصفين في القول فنرى البعض يضرب بحديث ما عرض الحائط لكونه لا يؤيد مذهبه، ويضعف راويًا لكونه روى حديثًا يخالف معتقده، مغفلين الحق وقول الصواب في ذلك، وكل ذلك من المراء والعصبية المذمومة، ولذلك ترى أخطاء وأوهامًا ما شئت كما هو الحال في زماننا، نسأل الله أن يرزقنا الأدب مع الجميع. قال محمَّد بن الحسين: المراء أكثره يغير قلوب الإخوان، ويورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الإنس، وقال مسلم بن يسار: إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل، وبها يبتغي الشيطان زلته.
وحديث الباب إسناده صالح لما تقدم -بغض النظر عن كونه يؤيد مذهبًا معينًا- وذلك لأني لم أر أحدًا ضعفه بحجة، وقد نقل الشيخ الألباني عن الشيخ ابن تيمية في الرد على البكري، قوله: ليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، وأنه كذب، وأنا ممن يحسن الظن بالشيخ الألباني، فأقول: لعله لم يدر أن الشيخ ابن تيمية لم يتكلم على رجال الدارمي ولا تطرق إليهم، بل ولا وقف عليه الشيخ من حديث الدارمي فإنه قال في أول كتابه [ص/27]: "وأما ما ذكره من أن أهل المدينة شكوا إلى عائشة ... " الحديث قال: ذكر هذا فيما أظن محمَّد بن الحسن بن زبالة فيما صنفه في أخبار المدينة، وجوابه من وجهين: أحدهما أن هذا محمَّد بن زبالة ضعيف لا يحتج به، ثم بعد ذلك أبطل الحديث ولم يثبته في [ص/67] لكون محمَّد بن الحسن بن زبالة في إسناده، فأما لو كان الشيخ تطرق إلى رجال الدارمي، لكان في المسألة كلام آخر، نعم وقد ذكر حديث الباب الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الوفا باب: في الاستسقاء بقبره - صلى الله عليه وسلم -، ولم يعلق عليه بشيء وهو الذي تعرف في هذا الفن، والمتشدد في الرواة، ومع ذلك لم يضعفه ولا أدخله موضوعاته، ومن شواهد حديث =

صيغة PDF

شهادة

الفهرست