اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 563
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= قوله: "فاجعلوا منه كوا":
"كذا في النسخ الخطية، وفي الوفا، وتاريخ المراغي وغيره: كوة، قال في اللسان: الكُوة، الخرق في الحائط، والثقب في البيت، يقال: كوة بالفتح، وبالضم لغة، والجمع كوى.
قوله: "حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف":
هذا من باب الاستشفاع به - صلى الله عليه وسلم -، والتوسل به بعد موته، قال الشيخ ملا على قاري في المرقاة: أمرت عائشة رضي الله عنها بكشف قبره مبالغة في الاستشفاع به، كأنه كناية عن عرض الغرض المطلوب بتوجهه إلى السماء.
قال أبو عاصم: ومسألة الاستشفاع والتوسل به - صلى الله عليه وسلم - بعد موته مسألة تنازع فيها المتأخرون، فألفت فيها الكتب والرسائل والردود، ولست بصدد التعرض لها لكن أود الإشارة إلى أن الذين تكلموا في هذه المسألة وكتبوا فيها لم يراعوا أدب الخلاف، ولم يسلموا بوقوعه وحصوله بين العلماء، كأنهم لم يعلموا أن الله خلق الخلق فجعلهم متباينين مختلفين فيما بينهم، مختلفين في أفعالهم وأخلاقهم وأديانهم ومذاهبهم، قال الفخر الرازي في قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} الآية، قال: المراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال، ومن المحزن والمؤسف أن نرى بعضنا يشتم البعض، وربما يكفر بعضنا البعض بسبب مسائل كان للاجتهاد فيها مساغ، أيضًا من المحزن والمؤسف أن نرى علماء زماننا لا يسلم بعضهم لبعض علمهم، ولا يعترف بعضهم بحق بعض وفضلهم، تغافلوا عما كان بين الصحابة والتابعين من الاختلاف مع أدبهم واحترامهم لبعض، وأغفلوا أقوال التابعين ومن بعدهم من أهل المذاهب في مسائل الاجتهاد والتقليد، ومن المحزن والمؤسف أيضًا أن نرى بعضنا يحمل البعض على مذهبه ورأيه، كل هذه السلوك ليست من صفات أهل العلم، روى المروزي عن الإِمام أحمد قوله: لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهب أو ليشدد عليهم، وقال الثوري: إذا رأيت الرجل يعمل =
اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 563