اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 499
من غير ما أطلعتم عليه؛ لأن (من) تدخل على (غير)، و"بَلْهَ" بمعنى غير وبمعنى سوى؛ لأنها استثناء أو تكون: "مِنْ" مغيرة مِن: مني، أي: ذخرًا مني سوى أو غير ما قد أطلعتم عليه. وأما من جعل: "بَلْهَ" بمعنى: دع، فلا معنى لدخول: "مِنْ" إلَّا أن تكون مُغَيَّرَةٌ كما قلنا [1].
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بُلِيَ مِنْ هذِه البَنَاتِ بِشَئءٍ" كذا هو، وذكره البخاري في باب رحمة الولد: "مَنْ يَلِي" [2] وصوابه: "مَنْ بُلِيَ"، وكذلك وقع في الزكاة: "مَنْ بُلِيَ" [3]، ورواه مسلم: "مَنِ ابْتُلِيَ" [4] وكذا في الترمذي [5]، وهذا يرفع الاختلاف.
وفي التفسير: "الصَّرْحُ كُلُّ بَلَاطٍ اتُّخِذَ مِنَ قَوَارِيرَ" كذا لابن [1] ورد بهامش (س) ما نصه: من زيادتي عليهما نفعنا الله ورحمهما: (بَلْهَ): من أسماء الأفعال كـ (رويد ومهْ وصهْ)، يقال: بله زيدًا. بمعنى: دعه واتركه، وقد يوضع موضع المصدر فيقال: بله زيد، كأنه قيل: ترك زيد، ويقلب في هذا الوجه، فيقال: بهل زيد؛ لأن حال الإعراب مَظِنَّة التصرف. وما أطلعتهم عليه: يصلح أن يكون منصوب المحلِّ ومجروره على مقتضى اللغتين، وقد روي بيت كعب بن مالك الأنصاري:
تذر الجَماجِمَ ضاحيا هاماتها ... بَلْه الأكُفِّ كأنها لم تُخْلقِ
على الوجهين، المعنى: رأته وسمعته، فُحذف لاستطالة الموصول بالصلة، ونظيره قوله تعالى: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان: 41]. قلت [المحقق]: هذا الكلام بحروفه في "الفائق في غريب الحديث" للزمخشري 1/ 127. [2] البخاري (5995) من حديث عائشة. [3] البخاري (1418)، وفيه: "ابْتُلِيَ". [4] مسلم (2929).
(5) "سنن الترمذي" (1915).
اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 499