responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول    الجزء : 1  صفحة : 248
ويدل على صحة هذا التأويل ما وقع لبعض الرواة في كتاب ليلة القدر: "اعْتَزَلَ فِرَاشَهُ وَشَدَّ مِئْزَرَهُ". قال القابسي: كذا في كتب بعض أصحابنا. قال ابن قتيبة: وهذا من لطيف الكناية عن اعتزال النساء.
والتأويل الثاني: أنه كناية عن الجدِّ في العمل، والعبادة والتشمير لذلك، والتأهب له.
قول أنس: "أَزَّرَتْنِي بِبَعْضِهِ، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ" [1] أي: جعلت من بعضه إزارًا لأسفلي، ومن بعضه رداءً لأعلى بدني، وهو موضع الرداء. وتأول بعض الناس قوله: "وَرَدَّتْنِي بِبَعْضَهِ" أنه من الردّ، أي: ردتني ببعض ذلك الخبز، يعني: ردت جوعه وحاجته إليه، وتعلق نفسه به، وليس هذا التأويل بشيء.
قوله سبحانه: "الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي" [2] هو مثل قوله: "إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ" [3] وهو من مجاز لسان العرب، وبديع استعاراتها، يكنّون عن الصفة اللازمة بالثوب، يقولون: شعار فلان الزهد، ولباسه التقوى. فالمراد ها هنا - والله أعلم - أنها صفاته اللازمة له،

[1] مسلم (2481) ولفظه: "أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ".
[2] في (س، د): "الكبرياء إزاري"، والمثبت من (أ)، وبهذا اللفظ رواه أبو داود (4090)، وابن ماجه (4174)، وأحمد 2/ 248 و 376 و 414 و 427 و 442 عن أبي هريرة، ورواه ابن ماجه (4175) عن ابن عباس. والحديث رواه مسلم (2620) لكن بلفظ: "الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤه" عن أبي هريرة وأبي سعيد، وهو اللفظ الذي ذكره القاضي في "المشارق" 1/ 87.
[3] مسلم (180) عن عبد الله بن قيس، ورواه البخاري أيضا (4878، 7444) بلفظ: "رِدَاءُ الكِبْرِ".
اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست