اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 20
نقول: العلم في اللغة هو مطلق الإدراك. يعني: لا يقيد بإدراك مفرد أو إدراك مركب، وإنما الإدراك مطلقًا ليشمل النوعين الآتيين: التصور، والتصديق. إذًا مطلق الإدراك، والإدراك في اللغة: بلوغ الشيء، أو بلوغ غاية الشيء ومنتهاه. يقال: أدركت الثمرة إذا وصلت وبلغت حد الكمال، وأدرك الصبي إذا بلغ. إذًا الإدراك هو: بلوغ غاية الشيء ومنتهاه. والمراد به هنا في الاصطلاح هو: وصول النفس إلى المعنى بتمامه. وعندنا وصول هذا هو معنى الإدراك بلوغ، وصول النفس عرفنا مراد أو اصطلاح النفس هنا وهو: القوة الفكرية، أو القوة العاقلة، التي هي محل إصدار تلك الإدراكات، يعني: ما الذي يفكر به الإنسان؟ هو الذي يعبر عنه بالنفس، وصول النفس إلى المعنى، المعنى المراد به ما يقصد من اللفظ، المعنى ما يقصد من اللفظ، واللفظ قد يكون مفردًا، وقد يكون مركبًا، بتمامه، هذا قيدٌ لإخراج الشعور، لأن النفس إذا وصلت إلى المعنى لا بتمامه بأن كانت ..... #1.04.0 في مدلول هذا اللفظ أو مدلول هذا التركيب لم يصل إلى المعنى عنده يقين أو غلب الظن في هذا المعنى يسمى ماذا؟ يسمى شعورًا ولا يسمى إدراك، ففرقٌ بين الشعور وبين الإدراك، كلٌ منهما وصول إلى أصول النفس إلى المعنى، لكن الشعور لا بتمام المعنى لم يثبت، كما إذا قيل مثلاً لفظ خندريس، خَندريرس تممت هكذا فعلت، يعني: قد يكون في النفس معنى، هذا المعنى يكون متردد، هذا يسمى شعورًا لكن لو قلت لك: الخندريس اسمٌ من أسماء الخمر. فحينئذٍ وصلت النفس إلى المعنى بتمامه عرفت ما الخندريس المراد بها الخمر، حينئذٍ قبل المعرفة يكون عندك تردد ما هذا شيء محسوس شيء معقول إلى آخره، هذا يمسى تترد ويسمى شعورًا، يعني: يقع في نفسك بعض الأمور التي يصدق عليها هذا اللفظ، فلما عرفت المعنى سمي ماذا؟ سمي إدراك، ففرقٌ بين الإدراك وبين الشعور، إذًا الإدراك ما هو؟ وصول النفس إلى المعنى بتمامه، انتبه كلمة المعنى يدخل فيها مدلول اللفظ المفرد كزيد، وقام، وإلى. ومدلول اللفظ المركب زيدٌ قائمٌ، قام زيد. إذًا هذا هو حقيقة العلم، ما هو العلم؟ مطلق الإدراك، ما هو الإدراك؟ وصول النفس إلى المعنى بتمامه، لماذا قلنا: مطلق إدراك؟ لأننا فسرنا المعنى بأن المعنى يراد به معنى اللفظ مفرد، ومعنى اللفظ المركب، حينئذٍ شمل نوعي العلم وهما: التصور، والتصديق. لأن إدراك المفرد يسمى تصورًا، وإدراك المركب يسمى تصديقًا، ولذلك قال: (أنْوَاعِ العِلْمِ). فالعلم يتنوع إلى أربعة أنواع قسمة ثنائية باعتبار ما يتعلق به، وقسمة ثنائية باعتبار الطريق الموصلة إليه، إذًا العلم ينقسم إلى تصور، وإلى تصديق. ثم ينقسم باعتبار آخر الطرق الموصل إليه إلى نظري، وضروري، وهذا سبق معنا شيءٌ منه في ((شرح الورقات)) نظري وضروري، إذًا هذه أربعة أقسام، لماذا أربعة أقسام؟ لأن التصور قد يكون ضروريًّا، وقد يكون نظريًّا، والتصديق قد يكون ضروريًّا، وقد يكون نظريًّا، إذًا اثنين في اثنين بأربعة.
اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 20