responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 16
إذًا لا بد من صعود لكن الصعود هنا صعود معنوي أو حسي؟ صعود معنوي ليس حسيًّا (يُرْقَى)، أي: يصعد به بهذا التأليف أو المؤلف أو السُّلم (سَمَاءُ) (يُرْقَى بِهِ) في هذا التأليف (سَمَاءُ عِلْمِ المَنْطِقِ) (سَمَاءُ) هذا نائب فاعل (عِلْمِ المَنْطِقِ)، يعني: علم المنطق الذي هو كالسماء، شبه علم المنطق بماذا؟ بالسماء، بجامع ماذا؟ الرفعة كل منهما مرفوع، وهذا كما ذكرنا أنهم بالغون في مدح هذا الفن، (سَمَاءُ عِلْمِ المَنْطِقِ)، أي: علم المنطق الذي هو كالسماء في الرفعة والشرف والعلو، كما أن السماء مرتفعة وكل مرفوع أو رفيع فهو شريف فكذلك علم المنطق.
(وَاللهَ أَرْجُو)، يعني: أؤمل. (وَاللهَ) لا غير الله منصوب على التعظيم مفعول به مقدم وتقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5]، أي: لا نعبد إلاك. (وَاللهَ أَرْجُو)، أي: لا غيره. (أَرْجُو)، يعني: أؤمل، والأمل مع الأخذ بالأسباب (أنْ يَكُونَ خَالِصًا) (أنْ يَكُونَ) ذلك التأليف (خَالِصَا) من المكدرات التي تحبط العمل من الرياء ونحوه لأن هذا عمل صالح تأليف العلوم في الأصل أنه عمل صالح، حينئذٍ لا بد من حفظه مما يكدره من الرياء والسمعة ونحو ذلك.
(لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ لَيْسَ قَالِصًا) (لِوَجْهِهِ) الشراح يقولون: لذاته. تحريفًا للصفة انتبهوا لمثل هذه مزالق كثيرة في شروح علوم الآلة، علوم الآلة إذا جاءت الأسماء والصفات ونحوها حينئذٍ تحرف يقولون: (لِوَجْهِهِ) لذاته. نقول: لا، هم لا يثبتون صفة الوجه والحق الذي عليه أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفة على الوجه اللائق به جل وعلا، من غير تشبيه وتكييف .. إلى آخره {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، (لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ)، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27]، {وَجْهُ} هذا فاعل، {رَبِّكَ} مضاف إليه، {ذُو الْجَلَالِ} هذا صفة للوجه، وصفاته ذات جلال وإكرام كما أن ذاته ذات إجلال وإكرام، كذلك {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي} [الرحمن: 78] قال: {ذِي}. بالجر صفة لذات {رَبِّكَ} حينئذٍ الذات ذات جلال وإكرام كذلك صفاته. (لَيْسَ قَالِصًا) يعني: ليس ناقصًا، لأن النقص يدخله من حيث عدم إكماله أو من حيث عدم الانتفاع به إذا صاحبه شيء مما يكدره من فساد الدنيا ونحوها، (قَالِصًا) الأصل يطلق على صفة البعير الناقص عن أختها، ثم أطلق الناقص مطلقًا، إذًا (لَيْسَ قَالِصًا)، يعني: ليس ناقصًا.

اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست