اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15
لَمَّا بين لك هذه الفائدة التي عدها عظيمة وهي عندهم عظيمة قال: (فَهَاكَ مِنْ أُصُولِهِ قَوَاعِدَا). شَوَّقَكَ أولاً لمعرفة الفائدة من علم المنطق ثم قال لك: (فَهَاكَ). خذ (مِنْ أُصُولِهِ قَوَاعِدَا)، يعني: قواعد من أصوله. يعني: من قواعده. الأصل والقاعدة بمعنى واحد، والأصل ما يبنى عليه غيره (فَهَاكَ) الفاء هنا للفصيحة، أو يمكن أن تكون نعم للفصيحة إذا أردت هذا الفن لما علمت من ثمرته فخذ خذها، والكاف هذا حرف غطاء ها اسم فعل أمر (مِنْ أُصُولِهِ)، ليست كل الأصول وإنما بعض لأنه أريد مبتدئ كما ذكر الناظم فمن هنا للتبعيض، وأصوله الضمير يعود إلى المنطق، والأصول جمع أصل، (قَوَاعِدَا) الألف هذه للإطلاق وليست بدل عن التنوين لأن قواعد هذا ممنوع من الصرف، (قَوَاعِدَا) خذ قواعد قوَاعد هذا اسم مفعول به لاسم الفعل، والقاعدة كما سبق قضية كلية يتعرف بها أحكام جزئيات موضوعها فعندهم أصول وقواعد، كما أن الأصوليين عندهم أصول وقواعد، والنحاة عندهم أصول وقواعد فكل أصحاب فن عندهم أصول وقواعد كذلك المناطقة عندهم أصول وقواعد، (فَهَاكَ مِنْ أُصُولِهِ قَوَاعِدَا) قلنا: قواعد هذا مفعول لهاك. (مِنْ أُصُولِهِ)، هذا حال مقدم حال لقواعد، أي: خذ قواعد هي بعض أصوله. أي: قواعده. (تَجْمَعُ) تلك القواعد أو تجمع أنت يجوز الوجهان (تَجْمَعُ) تلك القواعد (مِنْ فُنُونِهِ)، يعني: من فروعه الجزئية. (فَوَائِدَا) والفروع هي المندرجة تحت القواعد (فُنُونِهِ) قلنا: أراد به ماذا؟ الفروع، لأن القواعد تحتها فروع كما أن الفاعل مرفوع تحته فروع (تَجْمَعُ مِنْ فُنُونِهِ)، أي: فروعه الجزئية المستفادة من تلك القواعد الكلية. (فَوَائِدَا) الفروع المندرجة تحت قواعد، أي: هذه القواعد تجمع فروعًا، والفروع تشتمل على فوائد، والفوائد جمع فائدة وهي: ما استفيد من علم، أو مال، أو جاه. إذًا قواعد تحتها فروع، وهذه الفروع مشتملة على فوائد، (سَمَّيْتُهُ) الضمير هنا يرجع إلى مؤلف الكتاب لكنه لم يذكره إنما يعود إلى شيء في الذهن هذا لا بأس به {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ} [المائدة: 8] الشيء المذكور عادة فمما فهم ما سبق أنه أراد أن ينصف، إذًا المصنَّف الذي أشار إليه عاد الضمير عليه (سَمَّيْتُهُ) الضمير يرجع للمؤلف المفهوم من السياق، (بِالسُّلَّمِ المُنَوْرَقِ) (بِالسُّلَّمِ) السلم هو ما يصعد به عادة إلى أعلى، يعني: الذي هو معرف معهود عند الناس، وقيل: السلم ما له درج يتوصل به من سفل إلى علو. فاستعماله في المعاني مجاز (المُنَوْرَقِ) وصفه بالمنورق بتقديم النون على الراء، مرونق في بعض النسخ، منورق هكذا أثبته المصنف فهو أولى منورق، أي: المزين المزخرف. (يُرْقَى) أي: يصعد. لأنه قال: سُلَّم.
اسم الکتاب : الشرح المختصر للسلم المنورق المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15