اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 188
وخفيَ عليهم أنَّهُ يريدُ بـ (صالحٍ) أعمَّ منَ الصلاحيةِ للاعتبارِ، أو الاحتجاجِ [1]، وأشدُّ من هذا أنْ يكونَ إنما سكتَ عليهِ في الموضعِ الذي نقلوهُ منهُ؛ لتبيينهِ حاله في موضعٍ آخرَ، ووراءَ ذلكَ [2] كله أنَّهُ يحتجُ بالضعيفِ إذا لم يجد في البابِ غيرَهُ على طريقةِ الإمامِ أحمدَ، فإنَّ ذلكَ عندهُ أولى من رأي الرجالِ [3].
قوله: (فهذا ليسَ من شرطهِ) [4]، أي: لأنَّهُ لا يحتجُ ببهزٍ؛ لأنَّهُ لما أبرزَهُ جزمَ، فقالَ: ((وقال بهزٌ)) [5]، لصحةِ [1] كلام البقاعي هنا تحقيق جد، وانظر بلا بد في شرح التبصرة والتذكرة 1/ 162 هامش (4) و1/ 163 هامش (3)، والله الموفق. [2] في (ف): ((هذا)). [3] هذا نظر جيد من البقاعي - رحمه الله - إذ لا يستفاد من سكوت أبي داود في تقوية الأحاديث، وذلك لعدة أمور يطول المقام في سردها، منها: اختلاف روايات سنن أبي داود، ففي بعض الروايات من أقوال أبي داود ما ليس في الأخرى، ثم إن أبا داود قد يضعف الحديث بالراوي، فإذا جاء هذا الراوي بحديث آخر يسكت أحياناً؛ لأنه تقدم الكلام عليه عنده، ثم إن أبا عبيد الآجري في سؤالاته ينقل كثيراً من تضعيف أبي داود لبعض الأحاديث، وهو قد سكت عنها في سننه.
وقد أطال الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح 1/ 432 - 445 وبتحقيقي: 226 - 237 في بحث هذه المسألة، وذكر أمثلة كثيرة من الأحاديث الضعيفة التي سكت عنها أبو داود.
فينبغي التنبيه على: أن سكوت أبي داود لا يستفيد منه كل أحد، فقد قال الحافظ ابن حجر في النكت 1/ 439: ((فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم، ويتابعه في الاحتجاج بهم، بل طريقه: أن ينظر: هل لذلك الحديث متابع، فيعتضد به، أو غريب، فيتوقف فيه؟)). [4] شرح التبصرة والتذكرة 1/ 138، وهي عبارة ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث: 96.
(5) " صحيح البخاري " 1/ 78 عقب (277). وقد وصله عبد الرزاق (1106)، وأحمد 5/ 3 و4، وأبو داود (4017)، وابن ماجه (1920)، والترمذي (2769)
و (2794)، والنسائي في " الكبرى " (8972)، والحاكم 4/ 179، وأبو نعيم في
" الحلية " 7/ 121، والبيهقي 1/ 199، والخطيب في " تأريخه " 3/ 261.
وقال اللكنوي في ظفر الأماني: 164: ((هو حديث حسن مشهور)).
اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 188