اسم الکتاب : تحرير علوم الحديث المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 498
والرجل صدوق جيد الحديث.
وما فسر به بعض العلماء قول يحيى بن معين في بعض المواضع: " لا أعرفه " بكون ذلك الراوي (مجهولاً)، فهو صحيح بحسب ما وافق من حال ذلك الراوي، حيث اجتمعت فيه أسباب الوصف بالجهالة.
وذلك كقول يحيى في (محمد بن عباد بن سعد): " لا أعرفه "، فقال ابن أبي حاتم: " يعني لأنه مجهول " [1].
وكقوله في (أبي يزيد الطحان) الذي يروي عنه أحمد بن يونس: " لا أعرفه " [2]، فقال ابن عدي: " ابن يونس يروي عن غير واحد ممن يكنيهم ولا يعرفون، فلهذا قال ابن معين: لا أعرفه " [3].
أما قول ابن عدي في ترجمة (عبد الرحمن بن آدم) الذي قال فيه ابن معين: " لا أعرفه ": " إذا قال مثل ابن معين: لا أعرفه، فهو مجهول غير معروف، وإذا عرفه لا يعتمد على معرفة غيره؛ لأن الرجال بابن معين تسبر أحوالهم " [4]، فهذا تعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: " لا يتمشى في كل الأحوال، فرب رجل لم يعرفه ابن معين بالثقة والعدالة، وعرفه غيره، فضلاً عن معرفة العين، فلا مانع من هذا " [5].
قلت: وهذا الذي قاله الحافظ هو الصواب، وإنما أخبر ابن معبن بحسب علمه، وفيمن لم يعرفهم جماعة من الثقات، وابن عدي نفسه لم يسلم لابن معين قوله ذلك في جماعة، منهم: الجراح بن مليح البهراني ([6])، [1] الجرح والتعديل (4/ 1 / 15). [2] تاريخ الدارمي (النص: 968). [3] الكامل (9/ 197). [4] الكامل (5/ 485). [5] تهذيب التهذيب (2/ 527) ترجمة: عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس. [6] تاريخ الدارمي (النص: 214) الكامل (2/ 410)، وابن مَعين لم يعرفه في رواية الدارمي، لكن عرَفه في رواية الدوري فقال: " ليس به بأسٌ " (تاريخه، النص: 5357).
اسم الکتاب : تحرير علوم الحديث المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 498