اسم الکتاب : تحرير علوم الحديث المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 414
وقال عمرو الناقد: سأل رجل وكيعاً (يعني ابن الجراح)، قال: يا أبا سفيان، تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج عن غيره، ثم حج عن نفسه؟ فقال: " من يرويه؟ "، قلت: وهب بن إسماعيل، قال: " ذاك رجل صالح، وللحديث رجال ".
وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: " ما رأيت الكذب في أحد، أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير ". وفي لفظ: " لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث " [1].
قال الإمام مسلم: " يجري الكذب على لسانهم، ولا يتعمدون الكذب " [2].
وعلل يحيى القطان نفسه مرة بعلة أخرى غير ما قاله مسلم، فقال: " لأنهم يكتبون عن كل من يلقون، لا تمييز لهم فيه " [3].
قلت: يعني يحيى أنهم يحدثون بالكذب الواقع من غير جهتهم، وكلا العلتين صحيحتان.
وكان يحيى القطان يقول كذلك: " رب صالح لو لم يحدث كان خيراً له، إنما هو أمانة، إنما هو تأدية، الأمانة في الذهب والفضة أيسر منه في الحديث " [4].
ومن أمثلته:
(ثابت بن محمد الزاهد)، قال ابن عدي: " هو ممن لا يتعمد [1] أخرجه مسلم في " مقدمته " (1/ 17) وعبد الله بن أحمد في " العلل ومعرفة الرجال " (النص: 2988 _ 2990) والعُقيلي في " الضعفاء " (1/ 14) وابنُ عدي في " الكامل " (1/ 246) وابنُ حِبان في " المجروحين " (1/ 67) والحاكم في " المدخل إلى الإكليل " (ص: 54) والخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (رقم: 167، 1607) وابنُ عبد البر في " التمهيد " (1/ 52) وإسناده صحيح. [2] مقدمة صحيح مُسلم (1/ 18). [3] أخرجه الخليلي في " الإرشاد " (1/ 171 _ 172) وإسناده جيد. [4] أخرجه الجوزجاني في " أحوال الرجال " (ص: 37) وإسناده صحيح.
اسم الکتاب : تحرير علوم الحديث المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 414