responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 99
وَالإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ، وَكَرَاهَةِ الكَذِبِ وَالخِيَانَةِ؛ وَنَحْوِ ذَلِكَ ... فَإِذَا رُوِيَ حَدِيثٌ فِي فَضْلِ بَعْضِ الأَعْمَالِ المُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا: فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لاَ نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالعَمَلُ بِهِ بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ، أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ، كَرَجُلِ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ، وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ.
وَمِثَالُ ذَلِكَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بِالإِسْرَائِيلِيَّاتِ وَالمَنَامَاتِ وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالعُلَمَاءِ وَوَقَائِعِ العُلَمَاءِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ، لاَ اسْتِحْبَابٍ وَلاَ غَيْرِهِ وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ؛ وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ. فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلاَ يَضُرُّ وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ حَقًّا أَوْ بَاطِلاً فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يَجُزْ الالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الكَذِبَ لاَ يُفِيدُ شَيْئًا وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الأَحْكَامُ، وَإِذَا احْتَمَلَ الأَمْرَيْنِ رُوِيَ لإِمْكَانِ صِدْقِهِ وَلِعَدَمِ المَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ، وَأَحْمَدُ إنَّمَا قَالَ: " إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ ". وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَدِّثُوهَا مِنَ الثِّقَاتِ الذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ. [فِي ذَلِكَ] قَوْلُ مَنْ قَالَ: " يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ إنَّمَا العَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِثْلَ التِّلاَوَةِ وَالذِّكْرِ وَالاِجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ ...
فَإِذَا تَضَمَّنَتْ أَحَادِيثُ الْفَضَائِلِ الضَّعِيفَةِ تَقْدِيرًا وَتَحْدِيدًا مِثْلَ صَلاَةٍ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ بِقِرَاءَةِ مُعَيَّنَةٍ أَوْ عَلَى صِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ، لأَنَّ اسْتِحْبَابَ هَذَا الوَصْفِ المُعَيَّنَ لَمْ يَثْبُتْ بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ بِخِلاَفِ مَا لَوْ رُوِيَ فِيهِ مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ... كَانَ لَهُ كَذَا وَكَذَا [1]. فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ فِي السُّوقِ مُسْتَحَبٌّ لِمَا فِيهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ بَيْنَ الغَافِلِينَ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ: " ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الغَافِلِينَ كَالشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ بَيْنَ الشَّجَرِ اليَابِسِ " [2].

[1] يشير إلى أن الحديث ضعيف عنده رغم تعدد طرقه. وقد حَسَّنَهُ الألباني في تخريج " الكلم الطيب " لابن تيمية.
[2] جزء من حديث رواه أبو نعيم في " الحلية " عن ابن عمر وضعفه العراقي , كما في " فيض القدير ": ج 3/ 559، وكلام ابن تيمية يشير إلى تقويته عنده.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست