responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 67
وفي مؤتمر قريب استشهد أحد الباحثين بقصة ثعلبة بن حاطب , التي ذكرها المفسرون سببًا لنزول قوله تعالى في سورة التوبة {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}! [التوبة: 75 - 77].

وإسناد القصة ـ كما قال الحافظ بن حجر في تخريج الكشاف ـ وَاهٍ جِدًّا [12].

آفة كثير من الوعاظ:
وآفة كثير من الوعاظ وخطباء المساجد في أكثر البلاد الإسلامية أنهم حاطبو ليل , همهم ما يحرك العامة من الأحاديث , وإن لم يكن لها سند صحيح ولا حسن , ولا أكاد أشهد خطبة جمعة , أو درس وعظ , إلا سمعت جملة من الأحاديث الضعيفة , بل الشديدة الضعف , وربما الموضوعة.
حضرت في بعض البلاد خطبة أظنها كانت بمناسبة من مناسبات السيرة النبوية , لهذا كان محورها شخصية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وطهارة سيرته , وروعة مواقفه , وعظمة خلقه , وهو موضوع ثري حافل بالحقائق الثابتة من صريح القرآن , وصحيح السنة.
لكن الخطيب لم يذكر مما صح أو حسن من الحديث إلا اثنين أو ثلاثة , في حين أفرغ من جعبته جملة وافرة من الأحاديث الواهية , أو المنكرة , أو الموضوعة , أو التي لا يعرف لها أصل , مما قال فيه العلماء: «لاَ خُطُمٌ لَهَا وَلاَ أَزِمَّةٌ»!

أذكر من ذلك بعض الأحاديث: ـ

[12] لأنها من رواية عَلِيٍّ بْنِ يَزِيدٍ الأَلْهَانِيِّ - وقد قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك. عن القاسم أبي عبد الرحمن، وقد قال فيه أحمد: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب! وقال ابن حبان: كان يروي عن الصحابة المعضلات، ويأتي عن الثقات بالمقلوبات.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست