اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 109
الإسلام من الزراعة.
فهل هذا الظاهر مراد؟ وهل يكره الإسلام الزرع والغرس؟
هذا ما تعارضه النصوص الصحيحة الصريحة الأخرى.
فقد كان الأنصار أهل زرع وغرس ولم يأمرهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتخلوا عن زراعتهم وغراسهم , بل بينت السُنَّةُ , وفصل الفقه الإسلامي أحكام المزارعة والمساقاة , وإحياء الموات , وما يتعلق بها من حقوق وواجبات.
وقد روى الشيخان وغيرهما عنه - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» [41].
فهو مثاب مأجور عند الله ثواب الصدقة , على ما يؤخذ من ثمرة غرسه ولو لم يكن له فيه نية , مثل ما يأكله السبع والطير , وما يسرق منه السارق , وما يرزؤه به من يرزؤه من غير أن يأذن له فيه.
وهي صدقة باقية دائمة غير منقطعة ما دام هناك كائن حي ينتفع بهذا الغرس أو الزرع. [41] متفق عليه من حديث أنس، " اللؤلؤ والمرجان " (1001).
(42) " مسلم " في كتاب المساقاة، باب فضل الزرع والغرس (1552). [43] المصدر السابق.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 109