responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 406
لم يتم بعد، وكحديث «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ العِرَاقِ وَمَكَّةَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ ضَلاَلَ الطَّرِيقِ» رواه أحمد.
والشطر الأول منه لم يتحقق بعد، ويؤيده ويوضح معناه ما صح عن " مسلم " من أن ساحة المدينة المنورة سوف تبلغ الموضع الذي يقال له أهاب، أي أن مساحتها ستكون عدة أميال، فكونوا يا قوم من المبشرين لا من المنفرين.
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [سورة ص، الآية: 88].
وخطأ كثير من الشراح جاء من فهمهم أن ترك الشر هو غاية التدين، وأن اعتزال الفتن هو آية الايمان.
وهذا عجز سببه ضعف الهمة وسقوط الإرداة.

وإني لأذكر فيه قول المتنبي:
إِنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بِهِ ... مِنْ أَكثَرِ النَّاسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ

أجل، فان ترك الصغائر غير بلوغ الأمجاد، وتجنب التوافه والرذائل غير إدراك العظائم وتسنم الهام، والتلميذ الذي لا يسقط شيء والذي يحرز الجوائز شيء آخر!.

سوف يبقى بعد ذلك الاعتزال الواجب بناء الأمة على الحق ومد شعاعاته طُولاً وَعَرْضًا حتى تنسخ كل ظلمة» [23].

خُلاَصَةُ المَوْقِفِ مِنَ السُنَّةِ:
والخلاصة من كل ما ذكرناه هنا تبدو للمنصف فيما يلي:
1 - أن الغزالي يؤمن إيمانًا لا ريب فيه بأن السُنَّةَ هي المصدر الثاني للإسلام، ولا يشك في ذلك من قرأ كتبه منذ " الإسلام والأوضاع الاقتصادية " إلى آخر كتبه.

2 - أن الغزالي جَرَّدَ قلمه للدفاع عن حُجِيَّةُ السُنَّةِ، في مواجهة المُشَكِّكِينَ فِيهَا وَالمُجْتَرِئِينَ عَلَيْهَا، كَمَا تَجَلَّى ذلك في أكثر من كتاب له.

3 - أن الغزالي يحمل قَلْبًا يَفِيضُ حُبًّا لرسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويراه النموذج الذي

[23] من كتاب " قذائف الحق ": ص 208 - 211.
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست