responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 388
الغَزَالِي مُدَافِعًا عَنْ السُنَّةِ:
وما يؤسف له أن كثيرًا من الناس يجهل الموقف المبدئي للشيخ الغزالي من السُنَّةِ، وهو موقف الالتزام الكامل بها، والمحاماة عنها، والاشتباك مع خصومها، بقلمه البليغ، وبيانه الدفاق.
ولقد شَدَّدَ النَّكِيرَ في أكثر من كتاب له على الذين يزعمون الاستغناء بِالسُنَّةِ عن القرآن مُسَفِّهًا رِأْيَهُمْ، وَمُضَلِّلاً اتِّجَاهَهُمْ. كما حمل في الوقت نفسه على الذين يخوضون في السُنَّةِ، ويتحدثون عنها، دون أن يعايشوا القرآن ويضربوا في معرفته بسهم وافر.

مَنْزِلَةُ السُنَّةِ مِنَ القُرْآنِ:
وقد تعرض لذلك مُبَكِّرًا في كتابه " فقه السيرة " مُبَيِّنًا (مَنْزِلَةَ السُنَّةِ مِنَ الكِتَابِ) فقال: «وَالقُرْآنُ هُوَ قَانُونُ الإِسْلاَمِ، وَالسُنَّةُ هِيَ تَطْبِيقُهُ، وَالمُسْلِمُ مُكَلَّفٌ بِاحْتِرَامِ هَذَا التَّطْبِيقِ تَكْلِيفَهُ بِاحْتِرَامِ القَانُونِ نَفْسَهُ، وَقَدْ أَعْطَى اللهُ نَبِيَّهُ حَقَّ الاتِّبَاعِ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ، لأَنَّهُ ـ فِي ذَلِكَ ـ لاَ يَصْدُرُ عَنْ نَفْسِهِ بَلْ عَنْ تَوْجِيهِ رَبِّهِ، فَطَاعَتُهُ هِيَ طَاعَةٌ للهِ، وَلَيْسَتْ خُضُوعًا أَعْمَى لِوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ.
قال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [1].
وقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [2] وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [3].
إِنَّ السير في ركاب المرسلين هو الخير كله، ومن ثم كانت سُنَّةُ محمد - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - مَصْدَرًا لِشَرِيعَتِهِ مع الكتاب الذي شرفه الله به، وجمهور المسلمين على هذا الفهم

[1] [سورة النساء، الآية: 80].
[2] [سورة النحل، الآية: 44].
[3] [سورة الحشر، الآية: 7].
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست