اسم الکتاب : الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 5
أما من ارتدّ بعده ثم أسلم ومات مسلماً، فقال العراقيّ: "فيهم نظر، لأن الشّافعيّ وأبا حنيفة نصّا على أن الردّة محبطة للصّحبة السابقة، كقرّة بن ميسرة والأشعث بن قيس" [1].
وجزم الحافظ ابن حجر ببقاء اسم الصّحبة له كمن رجع إلى الإسلام في حياته، كعبد اللَّه بن أبي سرح [2].
المطلب الثاني: طرق ثبوت الصحبة ([3]):
أولاً: التّواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وبقيّة العشرة المبشّرين بالجنّة- رضي اللَّه عنهم. ثانياً: الشّهرة أو الاستفاضة، كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن، وياسر والد عمار رضي الله عنهم.
ثالثاً: أن يروى عن آحاد الصّحابة أنّه صحابي، كما في "حممة بن أبي أحممة الدّوسي" الّذي مات بأصبهان مبطوناً فشهد له أبو موسى الأشعريّ أنه سمع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حكم له بالشهادة، هكذا ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان [4].
رابعاً: أنْ يخبر أحد التّابعين بأنّه صحابي بناءً على قبول التّزكية من واحد عدل وهو الرّاجح.
خامساً: أن يخبر هو عن نفسه بأنّه صحابيٌّ بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فإنّه بعد ذلك لا يقبل ادّعاؤه بأنّه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أو سمعه، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممّن على ظهر الأرض أحد " [5]. [1] العراقي، شرح الألفية 2/ 120. [2] ابن حجر، نزهة النظر ص141،وينظر: العراقي، شرح الألفية 2/ 120. [3] ينظر: ابن حجر، نزهة النظر ص140،والسخاوي، فتح المغيث 4/ 90 - 91، والسيوطي، تدريب الراوي 2/ 108 وأبو شهبة، الوسيط، ص767. [4] أبو نعيم، تاريخ اصبهان 1/ 99. [5] أخرجه البخاري، الجامع الصحيح (116)، ومسلم، المسند الصحيح 4/ 1965 (2537) وغيرهما.
اسم الکتاب : الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 5