responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة المؤلف : المحمدي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 6
يريد بهذا انخرام ذلك القرن، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الأئمّة قول من ادّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ذكر الحافظ ابن حجر ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصّحابة يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار ([1]):
أحدها: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصّحابة، فمن تتبّع الأخبار الواردة من الرّدة والفتوح وجد من ذلك الكثير.
ثانيها: أن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير.
ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ولا الطّائف ولا من بينها من الأعراف إلا من أسلم وشهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجوداً اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يرهم هو.

المطلب الثالث: فضلهم ومنزلتهم في الكتاب والسنة:
نصَّ القرآن الكريم على فضلهم وتزكيتهم في آيات كثيرة منها:
قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [2]. وغيرها من الآيات.
وفي نصوص السّنّة النبويّة المشرّفة أمثلة كثيرة منها:
عن أبي سعيد عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه" [3].
وعن عبد اللَّه بن مغفّل المزنيّ قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّه اللَّه في أصحابي، اللَّه اللَّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللَّه، ومن آذى اللَّه فيوشك أن يأخذه" [4].

[1] ابن حجر، الإصابة 1/ 161.
[2] سورة التوبة/ 100.
[3] أخرجه البخاري، الجامع الصحيح (3673) ومسلم، المسند الصحيح 4/ 1967 - 1968 (2541).
[4] أخرجه أحمد، المسند 4/ 87، التّرمذي، الجامع 5/ 653،وغيرهما.
اسم الکتاب : الدراية في بيان ضوابط نقد الرواية عند الصحابة المؤلف : المحمدي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست