[2] - الشمس والقمر:
إن الشمس والقمر من الآيات الكونية التي يجري خرابها يوم القيامة، قال الله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [1].
يذهب ضوء القمر وتظلم الشمس وتجمعان معا ويرمى بهما، قال الله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [2] ولعلماء التفسير أقوال في معنى تكوير الشمس، فقيل: ذهابها، وقيل ذهاب ضوئها وقيل رمي بها، وغير ذلك. قال ابن جرير -رحمه الله-: " والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال {كُوِّرَتْ} كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: (جمع بعض الشيء إلى بعض)، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة وهو جمع الثياب بعضها إلى بعض ولفها، وكذلك قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأولناه وبيناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها ذهب ضوءها"} [3].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشمس والقمر مكوران يوم القيامة» [4].
أما النظرة العلمية المعاصرة فيقول الدكتور زغلول النجار -حفظه الله- عن جمع الشمس والقمر يوم القيامة: "وهي تعبر عن نزع الإنسان من هول علامة من علامات تدمير الكون، فجمع الشمس والقمر أصبح حقيقة علمية الآن، لأنه ثبت بقياسات دقيقة للغاية أن القمر (الذي يبعد عنا في المتوسط حوالي 400 ألف كم) يتباعد عنا بطريقة مستمرة بمعدل ثلاثة سنتيمترات في السنة، وهذا التباعد سيدخل القمر وقت من الأوقات في نطاق جاذبية [1] القيامة: 7 - 9. [2] التكوير: 1. [3] تفسير الطبري: 30/ 81. [4] صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر {بِحُسْبَانٍ: 615 برقم (3200).