تمهيد
الآيات الكونية المتعلقة بيوم القيامة منها آيات سماوية -كالسماء والشمس والقمر والنجوم والكوكب-، ومنها آيات أرضية -كالأرض والجبال والبحار-، وأهوال يوم القيامة وما يحدث لهذه الآيات الكونية من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها [1].
وقدم الله سبحانه وتعالى مشاهد ما يقع للآيات السماوية على مشاهد ما يقع للآيات الأرضية، فقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ [1] وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ [2] وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [2]، وقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [1] وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [2] وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ [3] وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ [4] وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [3]،، وقال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [1] وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ [2] وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ [3] وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ [4] وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [5] وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} [4].
فيجب التصديق بها وعدم التكلف فيها؛ فإن مثل هذه الأمور لا تدرك إلا بخبر عن الله -عز وجل- وعن ونبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وقد سبق في المبحث السابق - الآيات الكونية المتعلقة بأشراط الساعة - بيان الضوابط في دراسة مثل هذه الأمور وسبب إيراد كلام المعاصرين عن التفسير والإعجاز العلمي [5]. [1] ذكر القرطبي تفسيراً للنصوص الواصفة لأهوال يوم القيامة -ومنها هذه الآيات الكونية- في كتابه التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة: 2/ 538. [2] الانفطار: 1 - 3. [3] الانشقاق: 1 - 5. [4] التكوير: 1 - 11. [5] ص: 563.