ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء.
وهناك أيضاً فترة الحضانة، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب وتكاثره حتى يبلغ أشده، وفي هذه الفترة لا يبدو على الشخص أنه يعاني من أي مرض، ولكن بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر على -حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله- تظهر عليه أعراض المرض الكامنة في جسمه [1].
فهذه بعض الحقائق التي تدل على صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ثالثاً: الإيمان القدر:
على المؤمن إذا علم بوجود الطاعون في بلده أن لا يخرج منها خوفا منه، فلا يدري فلربما يصاب به في بلدة أخرى، أو قد يصاب بغيره من الأمراض، فعليه أن يتوكل على الله تعالى، وأن يصبر محتسبا، وألا يخرج وليس ذلك من باب إلقاء اليد إلى التهلكة، بل ذلك من قبيل امتثال أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك إذا علم المسلم أن هناك بلدا بها مرضا خطيرا، فيجب عليه أن لا يقدم إليها فرارا من أن يصيبه، فإن تعمد وقدم وأصيب به، فهذا من قبيل إلقاء النفس إلى التهلكة والانتحار، لمخالفة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل، أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» [2]، فعلى المسلم أن يستسلم لقضاء ربه تبارك وتعالى، ويصبر متوكلاً على الله تعالى، في مقابلة هذا البلاء الخطير، والداء الكبير، وألا يجزع، لأن الأمر كله لله [3].
وقد سألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون؟ فقال عنه: «إنه عذاب يبعثه الله [1] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة والمطهرة: 607 - 609. [2] صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (54): 669، برقم (3473). [3] انظر: الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف الكويتية، ط1: 28/ 330.