فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الحقني بالرفيق الأعلى والحقني بالرفيق الأعلى» [1].
ثالثاً: توحيد الألوهية:
كثيراً ما يستدل الله -عز وجل- وجل في كتابه على المشركين بإقرارهم بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، ومما يتعلق بهذه الآية الكونية -الأمراض- أن إبراهيم -عليه السلام- حين تبرأ من المشركين وآلهتهم التي تعبد إلا الله -عز وجل- رب العالمين ذكر من جملة صفاته أنه يشفي المرض [2]، فقال تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [3].
1 - التوكل:
جاء في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي وأن ذلك لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والبرد، وأن فعل هذه الأسباب التي جعلها الله أسباباً مما أمرت به الشريعة، وأن تركها يقدح في التوكل ويضعفه [4].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المرض لا يعدي بنفسه، وأن مخالطة المريض لا تضر إلا بإذن الله - عز وجل - وأنه سبحانه هو المقدر لذلك فوجب فعل الأسباب بالابتعاد عن أسباب الشر، [1] مسند الإمام أحمد: 41/ 291 برقم (24774)، وقال محققه: إسناده صحيح. [2] انظر: تفسير القرطبي: 13/ 10، وتفسير ابن كثير: 6/ 145. [3] الشعراء: 75 - 82. [4] انظر: الفصل الرابع من هذا البحث: 162.