والتوكل على الله، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى [1]، فقام أعرابي فقال أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الضباء، فيأتيها البعير الأجرب فتجرب. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فمن أعدى الأول» [2].
والمرض يتعدى من محل إلى محل، ويتعدى من المريض إلى السليم، ويتعدى من الجربى إلى الصحيحة، هذا شيء موجود.
فبين الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أن مجرد مقاربة المريض أو القدوم على المحل الموبوء هذا سبب، أما التأثر فهو بيد الله سبحانه وتعالى، فقد يدخل الإنسان في الأرض الموبوءة ولا يصاب، وقد يورد الممرض على المصح ولا يصاب، قد ينام المريض بجانب الصحيح ولا يصاب، وقد يصاب، فما وجه التفريق بين الحالتين؟ وجه التفريق: أن هذا راجع إلى مشيئة الله تعالى [3].
2 - الدعاء:
كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الدعاء عند وجود المرض، والاستعاذة بالله سبحانه وتعالى، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى المريض يدعو له، قال أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً» [4]، وهذا الدعاء من جملة الأسباب التي أمر الله بها، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [5]، "وقد تواترت الأحاديث بالاستعاذة من الجنون والجذام وسيء الأسقام ومنكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، [1] المراد بالعدوى: انتقال المرض من شخص إلى شخص، أو من بهيمة إلى بهيمة، أو من مكان إلى مكان. انظر: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد: 2/ 8. [2] صحيح البخاري، كتاب الطب، باب لا عدوى: 1130 برقم (5775). [3] انظر: إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد: 2/ 8، وفتح الباري: 10/ 160. [4] سبق تخريجه: 546. [5] غافر: 60.