المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية - النبات-: أولاً: تسمية الله -عز وجل- بالزارع ([1]):
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية - النبات - تسمية الله -عز وجل- بالزارع. من قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [2]، والصحيح أنه لا يجوز أن يقال لله تعالى: (الزارع) على أنه اسمًا له أو صفةً من صفاته وإنما يقال: هو الزارع على أنه خبر عن فعلٍ من أفعال الله تعالى، وليس كل فعلٍ فعله الله تعالى يشتق له منه اسمًا أو صفة [3].
قال الشيخ حافظ حكمي [4] -رحمه الله-: " ومن الخطأ ما عده بعضهم، ومنهم ابن العربي المالكي في كتابه أحكام القرآن حيث سماه بالفاعل والزارع، فإن الفاعل والزارع إذا أطلقا بدون متعلق ولا سياق يدل على وصف الكمال فيهما، فلا يفيدان مدحا، أما في سياقها من الآيات التي ذكرت فيها فهي صفات كمال ومدح وتوحيد، كما قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [5] .. وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [6]. الآيات، بخلاف ما إذا عدت مجردة عن متعلقاتها وما سيقت فيه وله" [7]. [1] انظر: أحكام القرآن لابن العربي، بتحقيق علي البجاوي، دار الجيل، بيروت: 2/ 807، وإيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد، لمحمد بن إبراهيم المرتضى، دار الكتب العلمية، بيروت: 160. [2] الواقعة: 64. [3] انظر: مجموع الفتاوى: 8/ 196. [4] هو الشيخ حافط بن أحمد بن علي الحكمي، عالم متفنن، له مؤلفات كثيرة منها: معارج القبول، وأعلام السنة المنشورة، والسبل السوية في فقه السنن المروية، واللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، توفي عام 1377هـ. انظر: الشيخ حافظ بن أحمد حكمي، د. أحمد بن علوش، والنهضة الإصلاحية في جنوب المملكة، لعمر مدخلي: 178 [5] الأنبياء: 104. [6] الواقعة: 63 - 64. [7] معارج القبول: 1/ 119.