من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الناس يتفاضلون في الإيمان [1]، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وضربه له مثلا ببعض النباتات والثمار، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر» [2].
"وإبراز هذه المعاني وتصويرها إلى المحسوسات ما هو مذكور في الحديث، ولم يوجد ما يوافقها ويلائمها أقرب ولا أحسن ولا أجمع من ذلك؛ لأن المشبهات والمشبه بها واردة على تقسيم الحاصل؛ لأن الناس إما مؤمن أو غير مؤمن، والثاني إما منافق صرف أو ملحق به، والأول إما مواظب على القراءة أو غير مواظب عليها، وعلى هذا فقس الأثمار المشبه بها، ووجه الشبه في المذكورات منتزع عن أمرين محسوسين طعم وريح وليس بمفرق" [3]. [1] انظر: كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، دار المعارف، الرياض، ط1: 32، والحجة في بيان المحجة: 1/ 440، وصفة المنافق لجعفر بن محمد الفريابي، تحقيق: بدر البدر، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت، ط1: 57. [2] سبق تخريجه: 524. [3] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي بن سلطان ملاء القاري، تحقيق: جمال عيتاني، المكتبة العلمية، بيروت، ط1: 12/ 646.