{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [1]، وقال تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [2]، وفيما يتعلق بهذه الآية الكونية -النوم- فقد توعد الله -عز وجل- من أمن مكره أن يأتيهم العذاب وهم نائمون، وهذا من مكر الله بهم، فقال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [3]، وقال تعالى عن أصحاب الجنة: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} [4].
فالواجب على العبد أن يجعل خوفه مع الرجاء، ورجاءه مع الخوف، وأن لا يأمن من مكر الله كما لا يقنط من رحمة الله، فالخوف من مكر الله توحيد وإيمان، والأمن من مكر الله ينافي التوحيد؛ لأنه يدل على عدم الخوف من الله -عز وجل- [5].
خامساً: الإيمان بالملائكة:
رأي النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليقظة جبريل -عليه السلام- وله ستمائة جناح [6]، أما غير النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنهم لم يروا الملائكة إلا إذا تحول الملائكة إلى صورة بشرية، قال تعالى: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [7] وقد رأى الصحابة -رضي الله عنهم- جبريل -عليه السلام- [8]. [1] آل عمران: 175. [2] الأعراف: 99. [3] الأعراف: 97. [4] القلم: 19. [5] انظر: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد: 2/ 71. [6] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب ذكر سدرة المنتهى: 1/ 128، برقم (174). [7] مريم: 17. [8] صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان: 33 برقم (50).