ويمكن أن يسمع صوتاً، ويقال له كذا، وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى" [1].
رابعاً: توحيد الألوهية:
يذكر الله -عز وجل- من الأدلة على تفرده بالألوهية تفرده بالربوبية والخلق، وقهره لجميع المخلوقات وأنه المالك المتصرف في جميع المخلوقات ومنها هذه الآية الكونية -النوم- [2].
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [3].
ولما كان النائم بمنزلة الميت، والنوم أخوت الموت؛ علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرشد من أراد النوم أن يدعو ربه -عز وجل- ويسلم نفسه إليه، وأن يفوض أمره إليه وأن يوجه وجهه إليه مخلصاً له ويتوكل عليه [4]، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة» [5].
وقد أمر الله -عز وجل- عباده بخوفه ورجاءه، ونهاهم عن الأمن من مكره فقال تعالى: [1] مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز: 6/ 368، وانظر: كتاب رؤية الله في المنام لعمر إبراهيم، دار ابن الجوزي، عمان: 38. [2] انظر: تفسير السعدي: 161، 259، والتحرير والتنوير: 6/ 139. [3] الأنعام: 60 - 62. [4] انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الرسالة بيروت، ط1: 4/ 219. [5] صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعا والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضطجع: 4/ 2081 برقم (2710).