المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآيات الكونية - البحار والأنهار-:
أولاً: تخصيص البحر ببعض الأدعية المبتدعة:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآيات الكونية - البحار والأنهار - تخصيص أدعية خاصة بالبحر، ومنها دعاء البحر، والذي فيه:
"وسخر لنا هذا البحر، وكل بحر هو لك في الأرض والسماء والملك والملكوت وبحر الدنيا وبحر الآخرة ... كما سخرت البحر لموسى - عليه السلام-" [1].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " هذا كلام لا يقوله من يتصور ما يقول فإن الإنسان إذا كان راكبا بحرا من البحار فما يصنع حينئذ بتسخير البحار البعيدة؟! ...
وأيضا فقول القائل: سخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى كلام باطل، فإن الله فرق البحر لموسى حتى مشى على الأرض لم يركب البحر، وهذا الداعي ليس مطلوبه أن يفرقه له، ولو طلب ذلك لم يفرقه الله له، فلا يجوز طلب تسخير كتسخير موسى، وإن قال: أردت به أصل التسخير لا صفته فقوله سخر لنا هذا البحر كاف، فلا حاجة إلى التشبيه، مع أن فرق البحر لموسى لا يسمى تسخيرا بل هو أعظم من التسخير.
وإن أراد به خرق العادة كما خرقت العادة لموسى وإبراهيم وداود وسليمان كان هذا جهلا فإن ركوب البحر والسلامة فيه ليس فيه خرق عادة.
والكلام المعروف في مثل هذا أن يقال: يا من فرق البحر لموسى، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، وسخر الريح والجن لسليمان سخر لنا هذا البحر؛ لأن هذا وصف لله بكمال القدرة العظيمة التي فعل بها هذه الأمور الخارقة للعادة، فيقال: يا من فعل هذا افعل بنا هذا.
وأما أن يقال: سخر لنا هذا كما سخرت هذا فلم يعرف عن المتقدمين مثل هذا [1] انظر: حزب البحر - ضمن كتاب درة الأسرار وتحفة الأبرار للحميري: 75، ومواقع الفرقة الشاذلية على الانترنت ... http: //www.shazly.com/awrad.php?page=bahr.htm
http: //www.shazellia.com/viewpage.php?page_id=7