responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 372
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [1].
فالمشركون يتركون ما كانوا يعبدون من دون الله لعلمهم أنهم ضعفاء عاجزون عن كشف الضر، ويصرخون بدعوة فاطر الأرض والسماوات -الذي تستغيث به في شدائدها جميع المخلوقات- وأخلصوا له الدعاء والتضرع في هذه الحال [2]، فإذا كان الله -عز وجل- هو الذي يفعل ذلك وحده، وهو الذي يخلصهم من شر هذه الريح؛ فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وأن تجعل جميع العبادات له وحده، وأن غيره مما عبد من دون الله فألوهيته باطلة [3].
ولذلك يشرع للمسلم إذا عصفت الريح أن يقول ما حدثت به عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا عصفت الريح قال: «اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به» [4].
وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة بالله عند شدة الريح، فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: بينا أنا أسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجحفة والآبواء؛ إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بـ: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [5]، و {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [6]، ويقول: «يا عقبة! تعوذ بهما؛ فما تعوذ متعوذ بمثلهما!». قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة [7].
ومن الدلائل السماوية على ألوهية الله أن الله -عز وجل- يرسل الرياح بين يدي السحاب

[1] يونس: 22.
[2] تفسير السعدي: 463.
[3] انظر: تفسير القرطبي: 8/ 325، وتفسير السعدي: 414، 463.
[4] صحيح مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر: 2/ 616 برقم (899).
[5] الفلق: 1.
[6] الناس: 1.
[7] سنن أبي داود، كتاب الوتر، باب في المعوذتين: 176 برقم (1463)، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود: 1/ 275.
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست