الرياح من المبشرات برحمة الله، وهي كذلك تسير الفلك وهذا من رحمة الله [1]، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [2].
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} (3)
وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها وتعوذوا به من شرها» [4].
والروح"بفتح الراء بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [5]، أي يرسلها الله تعالى من رحمته لعباده" [6].
ثالثاً: توحيد الألوهية:
من منهج القرآن الكريم في تقرير توحيد الألوهية الاستدلال عليه بالربوبية؛ فإن الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، ومن ذلك الاستدلال على المشركين الذين يقرون بأن الله -عز وجل- هو الخالق المتصرف في الكون على إفراد الله بتوحيد العبادة، والإخلاص في جميع الأحوال. [1] انظر: تفسير ابن كثير: 6/ 321. [2] الروم: 46.
(3) الفرقان: 48 - 50. [4] سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح: 550 برقم (5097)، والمسند: 13/ 69 برقم (7631)، وقال محققه: "صحيح لغيره"، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود: 3/ 960. [5] يوسف: 87. [6] عون المعبود شرح سنن أبي داود: 14/ 3.