والإخبار عما فيها بمجرد التخرصات والظنون الكاذبة [1].
أما ما يتعلق بما يحتويه القرآن والسنة من علوم كونية، فإن الغزالي [2] -رحمه الله- هو أكثر من استوفى بيان احتواء القرآن على جميع العلوم، فقال: " القرآن يحوى سبعة وسبعين ألف علم ومائتي علم [3]، إذ كل كلمة علم، ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف، إذ لكل كلمة ظاهر وباطن، وحد ومطلع"، ثم روى عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: «مَن أراد علم الأوَّلين والآخرين فليتدبر القرآن» [4]، ثم يقول بعد ذلك كله: "وبالجملة فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله -عز وجل- وصفاته، وفى القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها، وفى القرآن إشارة إلى مجامعها"، ثم يزيد على ذلك فيقول: "بل كل ما أشكل فهمه على النُظَّار، واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات، ففي القرآن إليه رمز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بدركها" [5].
ثم لم يزل الأمر في زيادة حتى "نظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالات على الحِكَم [1] المرجع السابق: 186. [2] هو محمد بن محمد الطوسي، أبو حامد الغزالي، من رؤوس علماء الكلام، وكانت له عناية بالتصوف وقد غلا فيه، وأقبل في أخر عمره على الحديث، من مصنفاته: إحياء علوم الدين، والمستصفى من علم الأصول، وقواعد الأحكام في إصلاح الأنام، توفي عام 505.
انظر: وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت: 4/ 216، سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط11: 19/ 322. [3] انظر: قانون التأويل لابن العربي، تحقيق: محمد السليماني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2: 196. [4] أخرجه الطبراني في الكبير، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة الرشد، الرياض، 1406، بلفظ" فليثور القرآن": 9/ 135 - 136 برقم (8664 و 8665). قال الهيثمي في مجمع الزوائد، تحقيق: عبد الله الدويش، دار الفكر، بيروت، 1414: 7/ 342: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. [5] إحياء علوم الدين للغزالي، تحقيق: محمد خير طعمه حلبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1: 1/ 368.
وانظر: كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، 1418 - النوع الخامس والستين في العلوم المستنبطة من القرآن-: 4/ 24، وفيه يقرر أن القرآن مشتمل على كل العلوم.