وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جهنم تسجر إذا قامت الشمس حتى تزول، ففي حديث إسلام عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- أنه قال: «يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار» [1].
وهذا دليل على أن النار مخلوقة وموجودة الآن.
كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- عن الجنة والنار عندما كسفت الشمس [2]، فدل هذا الحديث أيضاً على وجود الجنة والنار وأنهما مخلوقتان الآن.
كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج فزعاً لما كسفت الشمس يخشى أن تكون الساعة،"لما جاء أن القيامة تكون وهما مكسوفان" [3].
سابعاً: الإيمان بالقدر:
بين تعالى قدرته على خلق الأشياء وتسخيره إياها على مقتضى حكمته، فذكر أنه خلق الشمس، وأنها تحت قهره وتسخيره ومشيئته، وأنها تجري لأجل مسمى، وأن جريانها مع القمر بحساب مقدر، لا يتغير ولا يضطرب، بل كل منهما له منازل يسلكها في الصيف والشتاء، قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ [1] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب إسلام عمرو بن عبسة: 1/ 569 برقم (832). [2] صحيح مسلم، كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار: 2/ 622 برقم (904). [3] إكمال المعلم بفوائد مسلم: 3/ 333.