ثانياً: الآيات الكونية والصلاة [1].
إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ونجد أن لها ارتباطاً وثيقاً بالآيات الكونية، وأول ما يذكر الفقهاء من شروط الصلاة الوقت وتحديده، وهو مرتبط ببعض الآيات الكونية، فصلاة الظهر مثلاً إذا زالت الشمس، وصلاة المغرب إذا غربت وهكذا بقية الصلوات الخمس تعرف أوقاتها بهذه الآيات الكونية [2].
وأفضل الصلاة صلاة جوف الليل [3]. وصلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال [4].
وقد جاء النهي عن الصلاة في بعض الأوقات: عند طلوع الشمس حتى ارتفاعها قيد رمح، وعند غروبها لأن المشركين يسجدون لها، وعند انتصاف النهار لأن النار تسجر [5].
ومن شروط الصلاة القبلة، وقد اتفق الفقهاء على أن الشمس والقمر والنجوم - وهي من الآيات الكونية - من دلائل القبلة التي تعرف بها [6]،كما قال تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [7].
وتشرع بعض الأحكام المتعلقة بالصلاة عند حصول بعض التغيرات الكونية، فيجوز [1] انظر: أثر القمرين في الأحكام الشرعية لعبد المجيد بن عبد الله اليحيى، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود، المعهد العالي للقضاء، قسم الفقه المقارن: 56 وما بعدها. [2] المغني لابن قدامة، تحقيق: عبد الله التركي، دار عالم الكتب، الرياض، ط4: 2/ 8 - 32. [3] المصدر السابق: 2/ 555. [4] المصدر السابق: 3/ 266. [5] المصدر السابق: 2/ 523 - 527. [6] انظر: المصدر السابق: 2/ 102 - 105. [7] النحل: 16.