برسالة الرسول الذي جاء بها حيث جاء بما لا يقدر عليه أحد سوى الله -عز وجل- " [1].
ثم بين من فوائد هذه الآيات أيضاً: " بيان رحمة الله بعباده، فإن هذه الآيات التي يرونها مؤيدة للرسل تزيد إيمانهم وطمأنينتهم لصحة الرسالة، ومن ثم يزداد يقينهم وثوابهم ولا يحصل لهم حيرة ولا شك ولا ارتباك" [2].
فرحمة الله بالرسول الذي أرسله حيث ييسر قبول رسالته بما يجريه على يديه من الآيات ليتسنى إقناع الخلق بأمور لا يستطيعون معارضتها ولا يمكنهم ردها إلا جحودا وعنادا، قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ، أي لما يرون من الآيات الدالة على صدقك.
{وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [3] أي ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم [4].
ومن الآيات التي حصلت للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تأييد له من الله -عز وجل-: " ما أظهره الله شاهداً على صدقه من الآيات الأفقية كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [5]؟.
ولذلك أمثلة:
المثال الأول: انشقاق القمر، فقد انشق القمر وصار فرقتين، وشاهد الناس ذلك، وقد أشار الله إلى ذلك في القرآن، فقال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [1] وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [2] وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ [1] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: 5/ 304. [2] المصدر السابق: 5/ 305. [3] الأنعام: 33. [4] انظر:: تفسير ابن كثير: 2/ 134. [5] فصلت: 53.